صالح الشايجي
«ندى سلطاني*» هل أكتب بدمك شهادة ميلاد وطن؟!
وطن فوق الأرض، تحت السماء، مغمور بالنور، مفعم بالازهار، وبدم الحرية المسفوح، وبالقول الحق وبآهات زمنٍ يقتات الصبر فلا يشبع.
«ندى» ماذا أردت حين قدمت دمك ندىً يسقي بستان وطنك؟!
هل أردت وطنا تحيا في أرضه الزهور؟
وطنا ينام على وسادة أمل؟!
وطنا يخلو من الحواة والسحرة والجلادين والمتراصّين حول الجثث ينبشون قبورها ويتبركون بهشيم طينها ورميم عظمها؟!
هل أردت ذلك الوطن؟! أم أردت وطنا يكفّنك حيّة ويئدك بلا موت؟!
ما أجمله وطنا، تموت من أجله النساء.
ما أجمله وطنا، ماؤه دماء العذارى، وبساتينه شعورهن اليابسات.
ما أجمله وطنا تسقي زهوره دماء العذراوات.
موتي ندى، وأحيي وطنا، روّي شجرا، اكتبي بدمك أن الموت يصنع الأوطان ولا يفنيها.
أنتن الفارسيات فارسات على صهوة الريح، تقتحمن دياجير الظلام ولا تخفن، لم تخفن عصا المرشد، ولا سكاكين الخفافيش، ولا رصاص الملثمين.
قدّمتن للريح حزمة موت نبيل، وزرعتن في عيون أهل الأرض الأمل بأن الخلاص عطوش للدماء.
صورة دمك هوية للحرية والانعتاق، ونعشك من أضلاع الذين سبقوك في قافلة الموت من أجل الوطن.
هل صلى الذين قتلوك على جثمانك؟! أم أن الشياطين لا تصلي؟!
*ندى سلطاني الشهيدة التي قتلها حراس الثورة في طهران.