صالح الشايجي
البعض يحب الخلاف على ما هو ليس محل خلاف !
أثار الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» قضية نقاب المرأة، واعتبره حجزا لحرية المرأة، وقال انه ليس محل ترحيب في بلاده!
لا اعتقد ان هذا الرأي محل خلاف، فرئيس دولة ابدى رأيه في أمر من الامور ثم قرر ان هذا الامر ليس مرحبا به في بلاده التي يحكمها هو، ولا يحكمها الذين سيعارضون او عارضوا رأيه!
ولكن الزارعين الشكوك في الطريق ومحبي الجدل والاثارة والخلاف، لن يسكتوا ولن يلتزموا الصمت في أمر لا يخصهم ولن يخصهم، بل سيحاولون اثارة الزوابع ويطلقون سهام الشكوك ويبذرون في ارض المعركة بذور المؤامرة التي يحوكها الغرب «الكافر» على الاسلام، وسيتطاولون ويؤزمون الامور ويرشقون الابرياء ببذيء قولهم وسفيه كلامهم!
لماذا سيجنح اولئك الى ذلك الغلو والتصعيد؟! ذلك لانهم محبو افتعال معارك وهمية يبحثون فيها لهم عن موقع او اسم او اشارة او بطولة عابرة تجبر عثراتهم المتتالية وسقطاتهم المتوالية! وسينصبون انفسهم مدافعين عن الاسلام، وكأنما الاسلام بحاجة الى دفاعهم، غير مدركين ان عدم حشر انفسهم في الاسلام الجليل هو خدمتهم الوحيدة له!
شيخ الازهر، ادلى برأيه في الامر من الناحية الشرعية، وبين ان النقاب ليس فرضا، وان كلا حر في بلاده! ولكن هؤلاء المزايدين لن يلتفتوا لما قاله شيخ الازهر ولا غيره من العلماء الثقات والحكماء والفقهاء، بل سيتبعون جهلهم وجاهليتهم وضلالهم ويسعون في الغي والضلال، من اجل ممارسة هوايتهم في الخلاف واثارة المشاكل وبذر الفتنة وتعطيل مصالح الناس.
حرية الانسان فيما يختار او ما يعتنقه من فكر، امر مقدس لا يجوز لكائن من كان التدخل فيه ومحاولة حرف صاحبه عنه، تحت ذريعة انني ـ وحدي ـ أملك الصواب، وغيري على خطأ، لابد من تعديله ولو بحد السيف او فاحش القول.
في زمن الحريات والاستقلال الفكري، انتهت مثل تلك الامور الاستعبادية ايا كان مصدرها او الغرض منها!