صالح الشايجي
اجتياز الحكومة بنجاح للاختبار الاول والاسرع، والذي تمثل في الاستجواب المقدم من النائب مسلم البراك لوزير الداخلية، مؤشر واضح على ان الحكومة هي الحلقة الاقوى في الحياة السياسية، متى ما مارست دورها بقوة ووضوح ومواجهة استباقية وتفعيلها لأسلحتها كافة دونما خشية او مجاملة أو ترتيب نتائج على حسابات خاطئة، كما كان يحدث سابقا، وهو ما ادخل البلاد في ازمات متعاقبة، دفعنا جميعا ثمنها على حساب تعطيل مشاريع التنمية واشغال البلاد بالسفاسف والصغائر من الامور التي يجب ألا تنشغل بها بلاد بكاملها وبمؤسساتها كلها.
صار لدى الحكومة الآن قوة دفع ذاتية تمثلت في دعم اكثر من ثلاثين نائبا لها في قضية طرح الثقة بوزير الداخلية، تمكنها من التفرغ للإنجاز الحقيقي وعدم الالتفات للمشاغبات الصوتية والتحرشات النيابية التي وضح القصد منها، وهو على كل حال، قصد سلبي ـ مع الاسف ـ يهدف الى زعزعة الحالة السياسية في البلاد، من اجل تسجيل اهداف خائبة في مرمى الحكومة دون مراعاة للوازع الوطني الذي يوجب التعاون والتكاتف لا التصيد والتقصد.
في فترة العطلة البرلمانية الطويلة، تكون يد الحكومة مطلقة أو شبه مطلقة دون اغلال أو اصفاد يصفدها بها مجلس الامة، وعليها ـ إذن ـ اهتبال هذه الفرصة لإنجاز الكثير من المشاريع والقوانين والتي لا تحتاج الى مدد زمنية طويلة، حتى تكون رايتها بيضاء أمام المواطنين، ما يقطع الطريق على اعضاء مجلس الامة المتصيدين للحكومة وتعديد أخطائها.
الخلاصة ان الثقة التي نالتها الحكومة من خلال وزير داخليتها ترتب عليها مسؤوليات جسيمة، نرجو أن تنجح فيها وليس عندي من شك في نجاحها.