صالح الشايجي
«لندن» لا تبتسم، ولكن أنت ابتسم مادمت فيها!
إذا وجهت راحلتك صوب «لندن» فتسلح باللغات الميتة كلها، من فارسية وتركية وأوردية وعربية، ودع عنك لغة «لندن الممزوجة» بالشوائب الحنجرية!
أول ما لفت نظري في مطار لندن، موظفة الجوازات المحجبة، قلت: ويحك يا رجل، ها هم الفاتحون الجدد احتلوا مطار الإنجليز!
خلتها من عرباننا أو مسلمينا المتغربين المتفرنجين، بحكم الإقامة الطويلة، وان جذورها لاشك عربية او اسلامية، او كلاهما، ولكن حين اقتربت منها وأخذت جواز سفري تتفحصه، أيقنت أنها انجليزية محضة لا تقل في انجليزيتها عن «مارغريت تاتشر» أو أي من نسوان الانجليز!
إذن الحجاب غزا لندن في عقر دارها وفي مطارها ودار جوازاتها!
هو التغيير، أليست العواصم كائنات حية تتغير؟! إذن «لندن» من تلك الكائنات! تغيرت، فعلا تغيرت!
أول رجل صافحته أو صافحني بعد ذلك، كان «منصور العراقي» البدون الكويتي، ابن الجهراء، سابقا، والبريطاني حاليا!
«عمّي تريد تكسي»؟!
عربي يعمل في تاكسي مطار لندن؟!
لندن اذن تغيرت! فعلا تغيرت!
قد لا يرى البعض ممن خبروا لندن على مدى السنوات الماضية، ان لندن تغيرت، ولكن انقطاعي لأكثر من عشرين عاما عنها، يجعلني ألاحظ أنها تغيرت، وان لغة الكلام «الانجليزية» تعطلت، ويكفيك أن تفك الخط العربي لتمشية أمورك فالجزار عربي وسائق التاكسي عربي وبائع الخضرة عربي وسمسار الشقة عربي ومالكها كذلك! صارت «لندن» تتكلم «عربي»!
إذن هو الفتح الجديد! ما عادت لندن دار كفر، مادامت موظفة الجوازات مسلمة محجبة!