صالح الشايجي
هذا المطر الصيفي الحكومي المفاجئ، والذي جاء على شكل مشاريع إنشائية، أبرزها انشاء ثمانية مستشفيات بكلفة مليار ومائتي مليون دينار، لا شك أنه مطر فاجأ الجميع، لأن سماء الحكومة التي شحت وجفت وبخلت بالمطر، تفاجئنا بهذا المطر الغزير المنهمر على أسماعنا، وحتى في شهر «تموز» المعروف بالشعر العربي بأنه بخيل في مطره.
هل نصدق ما قرأنا وسمعنا؟ أم انها مجرد مداعبة صيفية للتسلية ولإعانة الناس على تحمل حر هذا الصيف وغباره، ولإلهائهم عن «ترشيد» الكهرباء ونقص المياه وسوء الشوارع؟!
وكما قال الفنان سعد الفرج في إحدى مسرحياته «ودّي أصدق بس قوية» لأن الحكومة لم تعودنا على الانجاز، ولا حتى مجرد التفكير في إنشاء أي مشروع، بحجة ان المجلس لا يترك لها الفرصة للعمل، وكأنما المجلس أبوها أو أمها أو ولي أمرها، ينهاها فتنتهي ويأمرها فتأتمر وتلبي!
والشك في تصديق الحكومة له ما يبرره، وبالتذكير بقصة مستشفى «جابر» الذي وضعت له حجر الاساس قبل أكثر من سنتين، ومازال ذلك الحجر اليتيم يئن من اليُتم والوحدة والعزلة الاسمنتية والطابوقية والحجرية، هذا التذكير أو التذكر يجعل مصداقية الحكومة على ميزان «ريختر» أو ميزان «الرقّي» في سوق الخضار! أي «طالع نازل» ومرة «تحت» ومرة «تحت» أي بدون «فوق»! لأن ميزان الحكومة عطلان وبحاجة الى «ترشيد» في الإنفاق والاستعمال وتحمل الضغط العالي.
أنا أميل الى ان الحكومة تداعبنا و«تتغشمر» معنا في اعلانها ذاك، وانها لا تنوي بناء ثمانية مستشفيات ولا مستوصفات ولا حتى دور «للرقية الشرعية».
اهتمام الحكومة منصب على توعية الشعب بضرورة «تفسير الاحلام» وتقوية مراكز «شباب الصحوة» و«الطب البديل»، لذلك فلتسمح لنا بألا نصدقها وألا تلدغنا من جحر عشر مرات.