صالح الشايجي
خطأ شائع ان القبيلة عرق أو دم واحد، وان أبناء القبيلة الواحدة هم ابناء عمومة.
ان القبيلة تتشكل من مجموعة أفراد من عدة قبائل وأعراق، يتم التحالف بينها فتصبح قبيلة واحدة تتخذ الاسم نفسه وبالتالي فان هذه الحقيقة تنفي صفة قرابة الدم لأبناء القبيلة الواحدة، إلا ما ندر وربما ما ندر هذا يكون معدوما في ظل التشكل القبلي الذي استقر عليه وضع القبائل وتسميتها في العصر الراهن.
من هذا ندخل الى مفهوم ان الدولة ايضا قبيلة تتعدد فيها الاعراق والانساب التي تنصهر في بوتقة الدولة وتتخذ تلك الاعراق والانساب نسبا واحدا هو الدولة التي ينتمي لها افراد تلك الاعراق والانساب.
والدولة بمفهومها الحديث غيّبت عنصرية القبيلة، وكذلك محت الدور الاجتماعي او السياسي او الامني الذي كانت تؤديه القبيلة في سالف العصور وقبل ان يكتمل بناء العالم السياسي والجغرافي الحديث وبمفاهيمه وقوانينه الدولية التي قامت على اساسها الدول، فصار الفرد ينتمي للدولة ويحمل هويتها ولا ينتمي للقبيلة التي لا تمنح هويات، بقدر ما تعزز روابط ابنائها ببعضهم في بعض القضايا الاجتماعية والتي بدأت بالذوبان في ظل نشوء المجتمع الحديث ذي النزعة الاستقلالية.
وفي الكويت ولولا الانتخابات باشكالها المتعددة بدءا من انتخابات الجمعيات التعاونية وانتهاء بانتخابات مجلس الامة، لما رأينا وجودا للقبيلة ولا سمعنا لها ذكرا الا في حدود ضيقة وفي حلقات صغيرة جدا، ولكن الانتخابات هي التي تذكي نار التعصب والتحزب لحصد المكاسب وحصرها في مكاسب قبلية، وذلك ما تستدعيه الوجاهة الاجتماعية.
ومن الخطأ القول بمحاربة القبيلة او الطائفة بل ان التوجه يجب ان يكون لمحاربة التعنصر والتحزب وراء متراس القبيلة او الطائفة التي ينتمي لها الفرد أي ان من موجبات المواطنة الا يكون الانسان ذا طرح قبلي او طائفي متجاوزا مصلحة الوطن العليا، او المصلحة العامة التي تعلو وترتقي بعمل المواطنين جميعا على تعزيزها وتأكيدها وتحقيقها، وهذا ما لن يتحقق فيما لو انصرف كل فرد لتعزيز قبيلته او طائفته، فكوني حضريا سنيا قد اميل الى قبلي او شيعي ارى فيه عنصرا جيدا، اكثر من ميلي لحضري سني لا ارى فيه ذلك، وهذا ما يحقق المواطنة الصالحة ويعزز المصلحة العليا للوطن!