صالح الشايجي
لابد من توفيق الأوضاع وتقريب التباينات في الآراء المختلفة بل المتصارعة والمتناحرة، حول ما يثار من قضايا عامة خاصة بالمجتمع ككل، وليست لفئة او شريحة اجتماعية دون أخرى.
والالتزام الاخلاقي بالحدود الواجب على المواطن التقيد بها وعدم تجاوزها، هو الركيزة الاساسية في توفيق تلك الاوضاع وتقارب وجهات النظر، اما الشطط والولوج في مناطق ليس من حق الفرد التحرك داخلها، فهو امر ينذر بالخراب وبتفاقم الاوضاع فيما لا يخدم مصلحة المجتمع، حيث المتضررون هم ابناء المجتمع ككل، ولن يقتصر الضرر على العابثين بتلك النار.
ونتيجة للتراخي والتسيب واللامبالاة، نشأت في بلادنا على مدى العقود الثلاثة الاخيرة، فئة مستجدة ـ في أفكارها ـ على المجتمع الكويتي، وراحت هذه الفئة تنمو وتكبر بصورة مريبة ومثيرة للشبهات والشكوك، وتستحق ألف سؤال وسؤال، وهذه الاسئلة الالف، قد طرحت على مدى هذه العقود الثلاثة، ولكن بالطبع دون اجابة من الجهة المتراخية والمتسيبة واللامبالية، ونقصد بها الحكومة!
هذا الوضع المائع مكّن تلك الفئة من تسلم مقاليد المجتمع وصوغ افكاره بما يتلاءم مع اهوائها ومصالحها والتي هي بالضرورة مضادة ومتعارضة مع مصالح المجتمع ككل، واشعرها بالسيادة في ظل ضعف القوى او الفئات الاخرى والتي تركت بلا سند او حماية من الحكومة، حتى وصلنا الى ما نحن فيه الآن من محنة او محن، وكلما خلعنا رداء محنة، ألبسنا عباءة أزمة سوداء، وهكذا حتى صرنا الآن كمجتمع في مواجهة تلك الفئة المتسلطة المستبدة، ونقصد بها الفئة التي نشأت ونمت في رحم التراخي الحكومي.
عنوان تلك الفوضى اليوم، ما سمي بأزمة المناهج الدراسية والتي صاغتها تلك الفئة المستبدة في زمن التراخي لفرضها على عقول الناشئة ولتسميم عقول السذج والبسطاء، وحينما ثار المجتمع ضد تلك المناهج الرديئة، ثارت ثائرة تلك الفئة المستبدة وأنذرت باشعال النار في اثواب الأبرياء! ونحن على يقين بأن تلك الثورات الصوتية ما هي الا زوبعة في فنجان، وهي مجرد تخويف للحكومة ولردع المجتمع عن التحرك في الاتجاه الصحيح، فإذا ما تراخت الحكومة وخضعت للابتزاز وخشيت من التهديد، فإن الويل كل الويل لنا ولبلادنا! او ربما يقودنا خضوع الحكومة لتلك الفئة الى تفسير ذلك، على ان تلك الثورة هي ثورة حكومية ضد الحكومة أوكلت القيام بها لافراد تلك الفئة، حتى تجد لها عذرا بعدم تعديل المناهج ونبذ الخرافات! فماذا ستكشف لنا الايام؟!