«من شبّ على شيءٍ شاب عليه».
ذلك القول المأثور المتداول يعني طبائع الإنسان وداخليات نفسه، ولكنني استشهدت به لا لتأكيده أو نفيه، ولكنني استعرته للتدليل على أنه قابل للتطبيق على شكل الإنسان أيضا وليس ما يُكنّ في نفسه فقط.
رشدي ابن اللواء سعيد بغدادي أباظة، و«ليلي جورجينجو» الإيطالية، «رشدي أباظة» وهو الممثل المشهور وفتى أحلام الفتيات في خمسينات القرن العشرين وستيناته وسبعيناته، توفي في أوائل خمسينات عمره عام 1980.
كان وسيما ويمتلك مواصفات الرجل الجذاب، فهو الرياضي والمغامر والممثل الناجح وذو الجسد الرياضي الممشوق والإطلالة المريحة ونجم عصره الممتلئ بالنجوم.
«رشدي أباظة» لو امتد به العمر الى الثمانين وما فوقها سيبقى الكثير والكثير من وسامته وملامح شبابه التي نشأ بها وأطل على الناس وعرفوه وأحبّوه بها.
وهنا يصدق معه ـ شكلا لا مضمونا ـ القول المأثور «من شبّ على شيء شاب عليه».
وللتصديق أكثر على صحة نسبة هذا القول المأثور الى شكل الإنسان وليس الى نفسه وداخليته فقط، أستشهد بممثل آخر، هو نقيض تماما لرشدي أباظه، وهو الممثل المصري الشهير أيضا وأبو السينما المصرية الفنان «عبدالوارث عسر».
فهذا الفنان المولود في نهايات القرن التاسع عشر وامتد به العمر حتى أوائل ثمانينات القرن العشرين وعاش ما يقرب من تسعين عاما، بقي على ما شبّ عليه من حيث ملامحه وشكله.
ابتدأ أبا وانتهى أبا، منذ عرفناه وهو يؤدي دور الأب، منذ ابتدأ التمثيل وعرفه الناس وهو يمثل دور الأب رغم أنه كان شابّا حينذاك، وربّما كان أبا لمن هم أكبر منه في العمر، تساعده في ذلك ملامحه الأبوية وطلته السمحة وحنان الأبوة الظاهر في أدائه وفي صوته.
رحم الله الاثنين مات أولهما محتفظا بما شب عليه وهو في أول المشيب، ومات الثاني وهو في التسعين بما «شبّ عليه».
[email protected]