صالح الشايجي
تضييق دائرة البحث في القضايا العامة، يغيّب الحلول التي قد تكون ناجعة، فيما لو وسعنا الدائرة، وطالبنا اصحاب الشأن والمتصلين بالقضية المطروحة، بضرورة ايجاد الحلول والمشاركة الكاملة في ايجاد تصور يخرجنا من الأزمة التي تواجهنا.
وفيما يخص ما سمي بقضية المسرّحين، نجد ان اصحاب الشأن والمتصلين مباشرة بالقضية، وربما هم اطراف مباشرون فيها، قد غابوا عن مسرح القضية وتواروا واختبأوا ولم يسمع لهم احد صوتا، واقصد الفعاليات الاقتصادية او القائمين على الشركات والمؤسسات الخاصة من الشركات الكبرى والبنوك وشركات الاستثمار والمؤسسات الاقتصادية، ولولا التصريحات الواضحة والشفافة لعلي الغانم رئيس غرفة التجارة والصناعة، لما كنا عرفنا حقيقة الوضع وأبعاد القضية ومسبباتها، حيث اقتصرت مواقف اصحاب الشأن والمعنيين على ذلك الموقف الواضح لرئيس الغرفة.
يملك المسؤولون في تلك المؤسسات والشركات الكثير من الحقائق التي قد تساهم في اجلاء الصورة وازالة الغبش الذي يعتليها، ما يساهم ايجابيا فيما لو ادلوا بآرائهم وقدموا الحقائق للرأي العام، وليساندوا بذلك رئيس الغرفة في موقفه وفي تحديده لأبعاد القضية، في توطئة لايجاد الحلول الواقعية والفعلية لقضية واضحة وليست مفتعلة، ولكن احتماءهم بجدار الصمت واللوذ وراء داء السكوت، الذي يعتبرونه سلامة لهم، حتى لا يخسروا مواقعهم لدى الرأي العام، يؤثر سلبا في مواقفهم الوطنية ويؤشر الى خلل في فهم او تحمل المسؤولية بشكل ايجابي.
ليس من اتهام عن مسؤوليتهم في خلق تلك المشكلة او الازمة ـ واقصد ازمة المسرحين ـ لان طبيعة العمل الخاص وتنمية رأس المال تقتضي البحث عن الاجود ثم الجيد من الكفاءات الوظيفية، وبالتالي فإن من تم تسريحهم اثر الازمة الاقتصادية العالمية من بين موظفي هذه الشركات والمؤسسات المالية والبنوك، لا يعني اتهاما او جناية ارتكبتها تلك المؤسسات، لان عنصر الربح هو الذي يجب ان يطغى في خطط تلك المؤسسات، وليس من لوم عليهم لو اتخذوا قرار تسريح بعض موظفيهم من ناقصي الكفاءة او ممن يشكلون عبئا ماليا على تلك المؤسسات، ولكن اللوم او العتب يكمن في عدم مشاركة تلك الجهات بشخوص مسؤوليها في وضع الحقائق للرأي العام، ومواجهة القضية بشجاعة وعدم الاختباء والتستر وكأنما هم غير معنيين بالقضية، او ان هذه الازمة واقعة في بلاد اخرى، وليست في الكويت التي تضم مؤسساتهم وترعاها!
ان الاستمرار في حالة الصمت والاصرار على عدم المواجهة، قد تصل اخطارهما الى تلك المؤسسات التي تحاول ان تحمي نفسها بالصمت والسلبية!