صالح الشايجي
قالت «انفلونزا الخنازير» لـ «انفلونزا الطيور» ما تقوله الحسناء للقمر: «قومي وانا أقعد مطرحك»!
كلما جاءت «انفلونزا» لعنت اختها، مثل الامم، كلما جاءت امة لعنت اختها او سابقتها! ومثلما قال المثل «طلقها وخذ اختها، قال الله يلعن الثنتين»!
نحن جيل ينتمي الى «انفلونزا الطيور» و«انفلونزا الخنازير» والحمى المالطية والفأر النرويجي وجنون البقر والسالمونيلا والطاعون الليبي الذي اطل بوجهه بعدما انقطع عن الارض والماشين عليها بأقدام مرتجفة!
امراض لا سلطان عليها ولا دواء ناجعا يقطع شأفتها ويريحنا منها!
نسيت ايضا انفلونزا الكلاب التي ستلعن اختها «انفلونزا الخنازير»! حتى الكلاب صارت حمّالة «انفلونزا»؟! لم لا ما دامت الدجاجات والحمامات والكناري وطيور الحب قد حملتها من ذي قبل!
غدا ستأتينا «انفلونزا النساء» وسيخرج علينا معتلو المنابر وملتحو الفضائيات لينهونا عن النساء والاقتراب منهن مؤكدين شرور المرأة وفتنتها وما طنطنوا به كثيرا من على منابرهم وفضائياتهم الغوغائية: ألم نقل لكم ان المرأة فتنة، ها قد صدق القول وبان الشر وعرفنا ان مكمن الخطر هو اولئك النسوة حاملات «الانفلونزا» فأبيدوهن تنجوا وتصفُ لكم الحياة!
وسنقوم نحن المؤمنين بإبادة النساء خوفا من «انفلونزتهن»، لنفاجأ بعد ذلك بـ «انفلونزا الرجال»!
حينذاك وعند ذاك ولما يحين ذلك الاوان، ما الذي سنفعله؟!
اقترح ان نبدأ بإبادة الذين دعونا الى ابادة النساء حاملات «الانفلونزا» ثم ننتحر جماعيا لنتخلص من «الانفلونزا»!
ولكن ماذا لو جاءت «انفلونزا الرجال» قبل «انفلونزا النساء»، فهل ستدعو النساء الى التخلص من الرجال حاملي الانفلونزا حتى يضمن عدم وصول عدوى الانفلونزا الرجالية اليهن؟!
هذا السؤال تجيب عنه النساء!
أما انا شخصيا فأتمنى ان يفعلن! ويتخلصن من الرجال ليعشن وحدهن في هذا العالم من دون حجاب او نقاب او خوفا من كشف عوراتهن على رجل غريب!