صالح الشايجي
حينما يحاول الكاتب التطرق لبعض القضايا الحساسة او الشائكة والغريبة يدخل في حرج وحيرة في كيفية تناوله لهذه القضية نظرا لما تنطوي عليه من حقائق صادقة وصعبة التصديق.
ولقد كنت شاهدا على واحدة من هذه القضايا الحساسة والصعبة التصديق، ووقعت في حيرة من امري، بين تجاهلها او الكتابة عنها، ثم وقعت في حيرة كيفية التناول والتطرق إليها!
اما القضية فتتصل ببعض اخواتنا «المحجبات» و«المنقبات» وعدم حرصهن على اقامة الاحترام والاجلال لحجاباتهن ونقاباتهم، حيث من المعروف والشائع ان لابسات الحجاب والنقاب هن من الملتزمات دينيا، وان دافعهن لذلك الزي هو التقيد بالامر الرباني والالتزام الكامل بتعاليم الدين الاسلامي. هكذا نحن نفهم معنى الالتزام بالحجاب او النقاب.
لكن الواقع الذي كنت شاهدا عليه يحدثنا ـ مع الاسف ـ بغير ذلك، وينبئنا بأننا اما جاهلون او حسنو النية، او ان تلك الفئة المحجبة والمنقبة تتستر بذلك الزي وتستغله استغلالا بشعا وتستخدمه للتمويه، وللمضي في طريق معاكس لمعنى الالتزام الديني وللاستفادة منه كحماية لهن امام اهاليهن او امام المجتمع ككل، والا فما معنى ان يمتلئ «بار» احد الفنادق في عاصمة عربية بتلك الفئة المحجبة والمنقبة؟! ومعروف ان «البار» مخصص لتناول الخمور! فهل يجوز لمن تحجبن او تنقبن قضاء الليل حتى ساعات الصباح في هذا البار وكؤوس الخمر بين رواح ومجيء؟! ولا ازعم او ادعي انني شاهدت تلك النسوة المحجبات يشربن الخمر، لكن الشبهة والمستنكر والمستقبح هو في وجودهن في ذلك المكان وهن معتمرات قلنسوات التقوى والصلاح.
اضيف لذلك الاسف ايضا آخر، وهو ان تلك النسوة المحجبات المنقبات كن جميعا كويتيات جميعهن، وكن يشكلن الاغلبية بين زبائن ذلك البار تحت ذريعة انهن جئن للاستمتاع بالغناء الذي تصدح به مطربة «البار» ولم يقصدن «البار» لتناول الخمر، والله اعلم.
ارى ان الرجال الملتزمين دينيا وممن يطلقون لحاهم هم اشد التزاما من النساء «الملتزمات» لأن تلك الفئة من الرجال ينأون بأنفسهم عن مواطن الشبهات، فلا يجلسون في «بار» مثلا ولا في نوادي القمار، بينما على العكس من ذلك تتصرف النساء «الملتزمات» غير عابئات بما يعنيه التزامهن ولا بتبعات واستحقاقات ذلك الالتزام الشكلي!
انا ـ شخصيا ـ لا ارى عيبا او نقيصة في ارتياد النساء لمثل هذه الاماكن، فحرية التمتع مكفولة للجميع دون تفرقة بين رجل وامرأة، لكن ما قصدت اليه هو عدم مناسبة تلك الاماكن لمن التزم دينيا، حتى ولو كان ذلك الالتزام شكليا، فعلى من تريد السهر في مثل تلك الاماكن ان تخلع حجابها او نقابها تقديرا لذلك الزي ومعانيه ومراميه.