Note: English translation is not 100% accurate
سورة الموت
الأحد
2006/12/31
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
لم يعدَّ أيامه في القصور ولا خطواته في حدائقها الغناء ولا تقلّب عينيه في أبهائها ورخامها ومرمرها، ولم يحسب لياليه على حرائرها ودمقسها، ولا حبات العنب والكرز والمشمش تسّاقط في فيه، ولا كؤوس العرق التي كرعها وتجرعها بأكواب الكريستال.
ولم يُحص عدد قتلاه هل هم مئات بصفرين أم مئات الآلاف بأصفار خمسة، أم هم ملايين؟
لم يكترث للحساب، فالأيام عنده متشابهات، والليالي كذلك.. نعيم في القصر، وجحيم في الشارع.
متع هنا، وأنين هناك، جواري القصر وقيانه يزففنه على نقر الدفوف الى فراشه الوثير، وأمهات ثكالى يبحثن في أكوام الألم عن بقايا من عظام أبنائهن، رؤوس مشجوجة، عيون مفقوءة مسملة، بطون مبقورة، أصابع مبتورة، ليل دامس بخوف مُدمّس.
كل ذلك لم يحصه «صدام حسين» ولم يدر بباله لا سانحة من دهر ولا فاتحة من يوم، ولا حتى حلما خطر في منامه الوثير، ولم يعد أيضا أيام الشقاء خارج حضن «صبحة» يلتهم الأفاعي ويقبل العقارب ويلعق الاحذية السابلة بلا أقدام.
ولكنه أحصى ووعى وعد وحسب كل ثانية من نار ومن جحيم منذ سقوط صنمه الأكبر في ساحة «الفردوس» ويوم ضج الحق بالباطل فأسقطه، وخرج الشعب يضربونه بالنعال التي ملت الالتصاق بأقدامهم العارية.
عرف الحساب يوم نطق القاضي بحكم الإعدام شنقاً حتى الموت، وبعدما عرف حجم جرائمه وعددها وهو الذي كان يرتكب الجريمة بلا عد ولا حساب ولا سبب، حينها عرف أن وحل الجريمة لا يسمح لمن يقع به بشيء من الذاكرة، تحصي وتعد وتجمع وتحسب!
إنه الموت العادل الرحيم، لا نتشفى ولا نشمت، ولكن أذان الموت كبّر، وثأر الدم حضر، ومن عاش على الموت مات به، فلا رحمة لك حيا ولا ميتا، نستمطر عليك اللعنات يا صدام حسين حيا وميتا، رئيسا أو مأسورا في حفرة الجرذان.
اقرأ أيضاً