صالح الشايجي
«لليل عيون» بكت عيون الجهراء.
عيون تبكي عيونا وأجسادا تعطرت بالفرح، فتفحمت بالنار والحمم المتساقطة على رؤوسها! حفل من النساء المتفحمات، لا طبل ولا مزمار ولا زغاريد ولا عروس تتهادى نشوى إلى فرحها، بل نار التهمت الأجساد المتعطرة.
مات الفرح وانتصب الموت وحده يحصد أرواح المدعوات إلى ما كان يجب ان يكون عرسا، فصار مأتما تعلقت فيه الأجساد بالنار، فلا منجى ولا مفر ولا خلاص من النار!
لن ننصب خيمة، ولن نعقد محكمة، ولن نفتح صندوقا لتلقي أصناف التهم، ولتتبارى الأصابع في الإشارة إلى الفاعلة التي يتحدثون عنها.
إن الفاعل الحقيقي ومشعل النار في أرجاء تلك الخيمة المنكوبة، هو تراخي الإدارة الحكومية عن مهمتها في حماية القوانين وتفعيلها.
إن الدولة غائبة عن مكامن الخطر، تنام بعيدا في ظل ظليل، وتدع الخلق يفعلون ما يشاؤون! إطلاق نار في «أعراس» قد يحصد روحا بريئة، ومجاميع من البشر تجتمع في خيمة من ورق قابل للاشتعال السريع! اهمال في الشارع وفي فوضى المرور وتجاوز القوانين، والدولة تدّعي ان لديها حكومة مسؤولة، ولها مجلس «منتخب» يراقب الأداء الحكومي، ولكن هذا المجلس سريع الرضا والاسترضاء، اذا ما منحته «حكومته» رشوة سرية وربما علنية، واستجابت لما يريد بمنع حفل أو إبقاء المناهج على علاتها وعللها، أو أعادت خطيبا لمنبره، أو فرضت الحجاب على نسوة الشرطة، أو منعت كتبا أو أوقفت مسرحية!
إن كان هناك من فاعل في حريق «العيون» والأكباد والقلوب والعقول، فهو لا شك الحكومة التي «وتركت الخلق للخالق» وراحت في سبات عميق! والفاعل الثاني هو مجلس الأمة، الذي يكتفي بالفتات وبالمثل القائل «اطعم الفم تستحي العين»!
ويا أرواح شهيدات الحريق حلقي في نعيم الرب مرحومة، وثقي بأن أحدا لن يأخذ بثأرك!