صالح الشايجي
بينما تغرق الأمم المتحدة في أحلامها الوردية، وهباتها الخيرية، وعطاياها الجزيلة، وتطنب في مدح بلادنا فيما يخص «الحريات» ومستواها «المرتفع»، حسب ما تراه الأمم المتحدة في أحلامها الوردية، نجد وزارة الإعلام في بلادنا تناكف الأمم المتحدة وتماحكها وتخضخض عظامها من أجل إيقاظها من تلك الأحلام الوردية، ولتكف يدها عن تلك الهبات والعطايا المجانية.
وزارة الإعلام ليست مثل الأمم المتحدة تغرق في الأحلام الوردية، لأنها وزارة «الإعلام» لا وزارة «الأحلام» والفرق واضح بين «الإع» و«الأح»! فيرجى من الأمم المتحدة التيقظ والانتباه، لأن وزارة الاعلام لا الأحلام ردت سريعا على تقرير الأمم المتحدة الوردي، بمطاردتها للقنوات الفضائية الخاصة، بقصد تكميمها وتعتيمها، حتى لا تصدق أو يصور لها شيطانها تصديق «الحريات» في بلادنا الكويت.
وزارة الاعلام – حسبما قرأنا في الصحف – ستحيل تلك القنوات إلى النيابة العامة، لأنها أنتجت برامج لم تخضع لمراقبة وزارة الاعلام أو إشرافها.
أعتقد لو وصل الخبر إلى «بان كي مون» أمين عام الأمم المتحدة الذي أصدرت منظمته ذلك التقرير الذي يمتدح مستوى الحريات في الكويت، لصعد إلى سطح منظمته وألقى بنفسه إلى الأرض منتحرا، لأنه ارتكب خطيئة كبرى بحق «الحرية» التي لم تمر قط على سماء الكويت ولم تدق بابها يوما.
ما الذي تريده وزارة الاعلام من خلال تقييد الاعلام الخاص؟! هل تريده أن يكون نسخة مريضة من برامجها وأدائها المتعثر، وانتاجها البرامجي السقيم العليل، والذي يعجز أطباء الأرض قاطبة عن ترميمه ومعالجته؟!
ما نحن على يقين منه، أن الاعلام الخاص كشف عورات وزارة الاعلام وأظهرها للملأ بما فيها من معايب ومصائب، وأن الغيرة وليس غيرها هي التي تدفع وزارة الاعلام لمحاربة الاعلام الخاص، الذي أرجو ألا يستجيب أصحابه لوزارة الاعلام، بل يتعين عليهم التعامل وفق منهجية اعلامية صحيحة، وتجاهل وجود وزارة الاعلام الغيورة والحقودة والضعيفة، التي تحس بأن تلفزيونها لن يكتب له البقاء في ظل وجود القنوات الخاصة.
فيا «بان كي مون» اسحب تقريرك أو انتحر!