تدخّل العامة في شؤون الخاصة وتطفلهم على أمور ليست من اختصاصهم، مجلبة للكوارث.
أرى العوام والدهماء وذوي الغرض والمرض قد أدخلوا أنفسهم فيما لا يعنيهم وفيما لا يفهمون فيه ولا يعلمون يقينه، فيما يتصل بجزيرتي «صنافير» و«تيران» اللتين تم الاتفاق بين مصر والمملكة العربية السعودية على إعادتهما الى مصر، بعدما كانتا تحت الادارة المصرية منذ عام 1950 وباتفاق البلدين مصر والسعودية.
خرج كل من لم يسمع باسم الجزيرتين قبل ذلك ولا يعلم عنهما شيئا ليحتج وبغضب تحت ذريعة أن مصر تبيع أرضها!
وكانت مناسبة للمتصيدين والمتربصين بمصر والباغين عثرتها والناصبين الفخاخ لها، كي يسرحوا في ميدان الفتنة ويمرحوا وينفخوا في مزاميرهم ويدقوا طبولهم.
رغم أن الأمور لا تحتاج إلى كل ذلك، ولكنها تحتاج فقط إلى الرجوع إلى أهل الاختصاص كي يعرفوا الحقيقة، وبالتالي إن لم يكونوا أصحاب هوى هاو وغرض سيء فإنهم سيوفرون على أنفسهم ووطنهم مشقة النواح والبكاء وإشعال النار وشق صفوف الناس وشرخ جدار وطنهم.
أجمع معظم أهل الاختصاص المصريين والوثائق والخرائط على تبعية هاتين الجزيرتين للمملكة العربية السعودية، وهذا لا يمنع أن البعض القليل وأيضا من أهل الاختصاص قال بعكس ذلك.
وهي كما نرى آراء تقوى هنا وتضعف هناك حسب الحجة القانونية وحسب الوثيقة والدليل، وأيضا حسب الهوى والعاطفة.
إذن لماذا يتطفل العوام والدهماء على قضية مثل هذه ويحشرون أنوفهم فيها دونما علم ولا إدراك لأبعادها ولا إلى ما تستند إليه من جذور تاريخية هي وديعة لدى أهل الاختصاص وليست خاضعة للهوى والعاطفة.
وتتعقد القضية أكثر وتتشح بالسواد وتلبس جلباب الحزن، إذا ما كان من ضمن هؤلاء العوام والجهلة ومشعلي النيران، بعض من مؤسسات الاعلام ورجاله والذين يكشفهم جهلهم كلما جدت على الساحة قضية ذات أجراس عالية الصوت، فيروحون يلهبون ظهور خيولهم بالعصي في ساحة سباق الجهل والفتنة والتأجيج من أجل مكاسب سوقية آنية وغالبا ما يخسرون فيها ويخرجون منها محملين بالخيبات الكثيرة.
الحياة تمضي إلى الأمام ولا يوقفها زعيق الزاعقين.
وليمت الشامتون بغيظهم.
[email protected]