صالح الشايجي
كتب الزميل «محمد الوشيحي» في جريدة «الجريدة» قبل أيام عن الطفل الذي أرسلته وزارة الدفاع للعلاج في لندن، وعن قصور أداء المكتب الصحي في لندن حين قرر الطبيب المعالج للطفل تعافيه واستعادته لصحته، بشرط شراء جهاز معين يساعد الطفل على العيش الطبيعي والخروج من غرفة العناية المركزة ومن المستشفى ككل، وأن قيمة هذا الجهاز 16 ألف جنيه استرليني، بينما إقامته في المستشفى تكلف 3 آلاف جنيه لليلة الواحدة، وامتناع المكتب الصحي بحجة كلفته المالية العالية، بينما تناسى أن 5 ليال ـ فقط لا غير ـ يقضيها الطفل في المستشفى تكلف المبلغ ذاته، وأن كل ليلة زائدة ستزيد عن كلفة الجهاز، والطفل لن يغادر المستشفى إلا بوجود هذا الجهاز.
طبعا لو لم يكتب «الوشيحي» لبقي الأمر على ما هو عليه، ولظل الطفل في المستشفى والدولة تدفع 3 آلاف جنيه كل ليلة، ولكن تدخل وزير الدفاع وضع الأمور في نصابها الطبيعي، فحل الأمر وتم شراء الجهاز، لتوفر الدولة تلك المصاريف الهائلة.
ذاك ما يخص المكتب الصحي التابع لوزارة الدفاع، والذي يبدو أن العدوى انتقلت إليه من المكتب الصحي التابع لوزارة الصحة.
فمكتب لندن الصحي تحدثت عن فعائله الركبان الراكبة والهوادج المهودجة، حيث تقول تلك الركبان إنه مكتب تعذيب وإذلال وسلب لكرامات الكويتيين الذين ساقتهم الأقدار إليه سوق الراعي لأغنامه. فهذا المكتب المكتئب لا يرحم ولا يدع رحمة الله تنزل، وهو يطارد المرضى مطاردة الـ «c.i.a» لابن لادن وزميله الظواهري وبقية الصحب الكرام الذين تستضيفهم إيران لتعليمهم الفارسية و«تخصيب اليورانيوم».
ورأيت بعيني لا بعين غيري، وسمعت بأذني لا بأذن غيري، كيف أن المرضى الكويتيين يتعرضون في البنوك البريطانية إلى الاستغفال، لا من قبل البنوك، بل من قبل المكتب الذي جاءوا تحت مظلته وفي حمايته، حيث يوهمهم المكتب بأن عليهم مراجعة البنوك لقبض مستحقاتهم المالية، وحينما يذهبون إلى تلك البنوك يعتذرون منهم لعدم وجود أسمائهم كمستحقين لمستحقات مالية من قبل المكتب، وعليهم العودة غدا، فربما.. وربما!
ويتكرر الأمر في الغد وفي الغد الثاني وهكذا، ولا شيء لا «فلس» ولا «بنس»! بعد ذلك يكتشف هؤلاء المرضى أن المكتب قرر قطع علاجهم، وأنه لا مستحقات مالية لهم، لأنهم أساسا مشطوبون من الكشف إذن لماذا تطلبون منهم مراجعة البنوك وتوهمونهم بأن لهم فيها مستحقات مالية؟
طبعا الأمر جله لا يتعدى لعبة التعذيب والإذلال والإهانة والاستهانة، مع عقدة الحقد المركب الموغلة في صدور بعض الموظفين العرب في ذلك المكتب، وهم الذين يديرون المكتب، وكلمتهم فيه لا ترد ولا تستبدل.
ما ذكرته هو أخف انواع التعذيب الذي يمارسه المكتب السادي ضد المرضى الكويتيين، وهذه أخف ألعابه، لذلك أقترح على الحكومة أن تأمر بقتل كل كويتي تنوي إرساله للعلاج في لندن، وذلك لتخفيض المصاريف أولا، وثانيا للحفاظ على كرامته التي داس عليها عربان المكتب الصحي، وبالذات إناثهم.