Note: English translation is not 100% accurate
بأيديهم لا بيد القانون
السبت
2007/1/13
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1373
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
الضخ والشحن الديني في مسامع بعض البسطاء، ثم انحسار الدولة المدنية لصالح الدولة الدينية، هي التي ادت ببعض من هؤلاء البسطاء من الوافدين الى التعدي على احد المحلات التجارية وتهشيم وإحداث خسائر به تتعدى عشرات الآلاف، اضافة الى الاعتداء على بعض العاملين والمتسوقين.
هذا ما حدث الاسبوع الماضي وما قرأناه في الصحف حيث اشتبه ثلاثة من الوافدين بحذاء يبيعه احد المحلات التجارية، قالوا ان في اسفل ذلك الحذاء كتبت كلمة «محمد» ما تصوروه تحديا واساءة للدين الاسلامي!
واتضح فيما بعد ان تلك الكلمة المشبوهة هي كلمة آسيوية كتبت بحروف الدولة المصنعة لذلك الحذاء ولها معنى عندهم، وان لا علاقة لها بالحروف العربية وبالتالي فهي لم تكن كلمة «محمد».
حينما نقول «الدولة الدينية» فاننا نقصد الدولة المفتوحة الحدود التي تسقط فيها المواطنة والهوية الخاصة بمواطنيها، كل من فيها مواطن وكل من فيها راع مسؤول عن رعيته، وكل من رأى فيها منكرا عليه تغييره، ان بيده او بلسانه او بقلبه.
لذلك فقد رأى اولئك الوافدون منكرا او اشتبهوا بوجود منكر، فغيروه بأيديهم، دون مراعاة لقانون الدولة المضيفة لهم واسمها «دولة الكويت» ولها كيانها الخاص وحدودها المغلقة واستقلاليتها وعَلمها ودستورها ونظامها السياسي الخاص و.. و..!
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الشحن الديني غير المرشد يشحن نفوس العامة والبسطاء والدهماء من الناس ومن ذوي الملكات والقدرات العقلية المتواضعة فينجذبون الى الصوت العالي والطاغي والذي لا يتحمل مغبة توجيههم نحو الانفلات من عقال القانون والمسؤولية، بل ان كل ما يتحمله هو القيام بدور المحرض والمهيج والداعي الى الفوضى، وهو بذلك «مأجور» على تأدية رسالته دون ان ينظر الى الجانب التدميري لتلك الرسالة.
ان تخفيف حدة الخطاب الديني وتقليل منابره ينطويان على خير للدين، حتى لا تلتقط أسماع البسطاء من ذلك الخطاب كلمات لا تفهم مدلولاتها، بل تكتفي بظاهرها اللغوي وتستجيب له دون ادراك لمعنى ذلك الخطاب وهنا تكمن الخطورة.
اقرأ أيضاً