صالح الشايجي
لا أدري كم هو عدد الدعاوى التي أقامتها ضدي وزارة الإعلام بحجة هجومي على «الدستور»!
ولكن الذي أدريه هو كم داست هذه الوزارة التي كنت في يوم من الأيام، أو في عقود كثيرة من سنوات حياتي، ابنا بارا لها ـ ببطن الدستور وخرقت طبوله وأقامت عليه الحد ورجمته وقذفته حتى أضحى فريسة بلا مصلين يصلون عليه صلاة الموت.
الدستور فعل لا قول، أما الذين يريدونه قولا فقط، وزينة يزينون به ألسنتهم عندما يلجمهم أحد أو يصدمهم بحقيقة، فهم في حقيقتهم غير مؤمنين بهذا الدستور، ولا يريدون أن يتجاوز حدود اللفظ واللغة المكتوب بها.
ومن هؤلاء وزارة الإعلام التي نصبت نفسها إماما تصلي في حماة الدستور وسدنته وتؤمهم كلما أذّن مؤذن الدستور.
حينما تعتدي هذه الوزارة على الفضائيات الكويتية وتحاول أن تحبسها وتطفئ الأنوار من حولها حتى ينفض عنها السامرون، فهي التي تستحق ان تحاكم بتهمة الاعتداء على الدستور، لأن أهم مكون للدستور هو الحرية، فإذا ما حملت وزارة الإعلام فؤوسها لدك حصون الحرية، فلن ينافسها أحد ـ عند ذاك ـ على خرق الدستور والاعتداء عليه.
قد لا تحاكم وزارة الإعلام على ذلك الجرم العلني، لأنها مستندة على أعداء الحرية و«حماة» الدستور في مجلس الأمة، والذين يشاطرونها ذاك الهوى، ولكن الضمير الوطني الكويتي هو الذي يحاكم وزارة الإعلام في هذا العهد الذي أحمد ربي كثيرا لأنني لست من أبنائه ولست من طائفة المحسوبين عليه.
صعب جدا على وزارة الإعلام أن تطهر نفسها من تلك الجناية، حتى لو غطست في البحر ليل نهار، واستعانت بالمطهرات كلها لإزالة الرجس الذي تجلد على جلدها.
وتحية لقناة «سكوب» البطلة التي لم تخفها أسنة وزارة الإعلام المسممة والمشهرة في وجهها، والتي ترجمت احترامها للدستور وإيمانها به إلى فعل لا مجرد قول تلوكه ألسنة «حماة» الدستور، ووزارة الإع.. لام!!