فرنسا جميلة، في كل حالاتها جميلة، فواحة عطرة ندية، فكيف بها وهي تحتفل، فبأي زينة تكون ربة النور والجمال والفرح فرنسا!
مجزرة «نيس» التي حدثت مساء الخميس الماضي وفي غمرة احتفالات فرنسا بعيدها الوطني، لا يمكن تصنيفها على أنها جريمة سياسية أو أنها منطلقة من منصة السياسة.
فمنفذها ذو سيرة جنائية وجرائمية حافلة بكل نقيصة ودونية، ومبعد عن بيته بحكم القانون بسبب خطورته على أهل بيته من زوجة وأولاد، فضلا عن أنه مغيب عن الواقع بسبب إدمانه على المخدرات، لذلك فهو ليس في العير ولا في النفير، ولا يدري بوقائع الأحداث السياسية ومجرياتها، وبالتالي فإن هذه الجريمة هي جريمة نفذها مجرم ناقم على الحياة وعلى الناس.
«داعش» لها سجل إجرامي دموي يفوق تلك الجريمة شكلا وعددا، إنما أردت أن أقول لمن سارع وسيسارع بتوجيه أصابع الاتهام إلى الإسلام والمسلمين والادعاء بأنهم من يقفون وراء الجريمة، أقول لهم كفوا عن لغوكم وهرائكم واطووا أصابعكم الممدودة، لأن من قام بهذه الجريمة لا دين له رغم اسمه المسلم وليس له قيم ولا يعرف من الإنسانية شيئا، وهو أشبه ما يكون بوحش هائج غير مستأنس آت من الغابة توا.
لا أبرئ هنا كتب التراث من وصايا القتل والذبح وأفانينها وتلبيسها للإسلام، فمن وضع تلك الكتب هو نفسه منفذ جرائم «نيس» ومطار«اسطنبول» و«الكرادة» ومسجد «الإمام الصادق» «والمسجد النبوي» في المدينة المنورة ومساجد «القطيف» وجميع تلك الجرائم المماثلة، هو نفسه ولكن بأثواب وأسلحة عصرية!
ولكن مجرم «نيس» بعيد كل البعد عن تلك الكتب وما حوت وما علق بها من دماء البشر، ولا أظنه دخل يوما مسجدا مؤديا فريضة الجمعة وسمع خطيبها يدعو على اليهود والنصارى والكفار، فأخذته حمية الإسلام وخرج لينفذ وصايا الخطيب.
ولم يكن دهسه الناس وقتلهم على الهوية، ولم يطلب من ضحاياه إثباتاتهم الشخصية ليعرف ديانتهم فيطلق المسلم ويقتل غير المسلم، بل هو وحد الأديان والأعراق في قتله.
فاطووا أصابعكم.
[email protected]