لا بهجة للدم ولا فرحة لتدفقه خارج الجسد الحاوي..
ولا للموت زينة وفرح..
للرب خالق الأرواح ومودعها أجسادها، حق نزع الروح وإفناء الجسد، وليس لغيره ذلك الحق.
فهل البشر مؤمنون بذلك الحق الرباني المتفرد، أم أنهم نازعوا الله حقه ذاك، وصاروا قضاة وجلادين وقتلة ومستبيحي دماء؟!
نازعوا الرب حقه، فجاروا وظلموا وفجروا وقتلوا وأسالوا دماء وأزهقوا أرواحا حرم الله قتلها.
فتاة باكستانية في السادسة والعشرين من عمرها، خطت لحياتها خطا مغايرا للسائد في بلادها، قاصدة تغيير النمط التفكيري التقليدي لمجتمعها المحافظ، فاستغلت مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال أفكارها بالكلمة والصورة.
تنشر صورها بأزياء نسوية اعتادت عليها الكثيرات من نساء الأرض، ولا تصنف على أنها خارجة أو مخلة، ولكنها قد تبدو في عيون البعض غير أخلاقية.
وكان من بين ذلك البعض الذي يرى في أزياء تلك الفتاة أنها خارجة ومخلة وعارية وغير أخلاقية، أقرب الناس إليها ومن شاركها الدم والرحم والبيت، أخوها الذي أحس بأن ما تفعله أخته، تهتك وانحلال وهدر للشرف وعار يلحق به، فما كان منه إلا أن قام بقتلها وإزهاق روحها، دفاعا عن شرفه!
«قنديل بالوش» بهذا الاسم اشتهرت الباكستانية «فوزية عظيم» على مواقع التواصل الاجتماعي التي غزتها بصورها المتحررة نوعا ما وبأفكارها التي هدفت منها معالجة النمطية والركود في مجتمعها ومساعدة نساء بلدها على التخلص من تكاثر السلطات عليهن من قبل المجتمع والأهل والعادات والتقاليد.
هكذا هي نظرت إلى الإصلاح من خلال ما تستطيع هي عمله والقيام به، فاستغلت جمالها الذي لم تبتذله، ولكنه كان العكاز الذي تعكزت عليه في سبيل بلوغ مأربها، وهي بذلك لم تخالف قوانين بلدها وإلا لكانت رهن المحاكمة.
ولكن كان للأخ منطقه الخاص وقانونه الخاص وحكمه الخاص، فلم يجد بدا من قتل أخته لغسل عاره، فهل فعلا غسل عاره بدم أخته؟ وهل من عار أصلا فيما كانت أخته تفعله؟!
إن الأخ القاتل هو الضحية الحقيقية، ضحية الثقافة الاجتماعية والأفكار السائدة وعيون الناس وربما ألسنتهم التي لا ترحم، فكل تلك الضغوطات أوصلته إلى قراره بقتل أخته ليغتسل بدمها وما درى إنه تلوث ولوثها!
[email protected]