أكتب في تباشير يوم الجمعة وقبل انبلاج شمسه، وما زالت أخبار الحكومة الجديدة حتى هذا الوقت في علم الغيب، لم يصدر فيها بيان ولا أعلن عنها إعلان.
وتأخر تشكيل الحكومة له أكثر من معنى، وقد يكون في خانة السلب أو الإيجاب.
ففي خانة السلب قد تكون هناك ترضيات ومحاصصات ورفض واشتراطات وما إلى ذلك.
أما في خانة الإيجاب فقد يكون التأني في اختيار الوزراء الجدد وتحميل كل وزير الحقيبة المناسبة، هو سبب التأخر في إعلان الحكومة الجديدة.
وبالطبع نحن كمواطنين، نتمنى أن يكون التأخير للسبب الثاني الإيجابي، رافضين تمام الرفض السبب الأول السلبي.
دافعنا إلى ذلك رغبتنا في أن يتولى الكفؤ والقادر والأمين والوطني المسؤولية الوزارية، لا الهش ولا الضعيف ولا المتخاذل.
وعندنا كفاءات عالية القامة نزيهة ونظيفة وطاهرة الكف والقلب ولكنها بعيدة عن الأضواء الكاشفة ومتوارية لتعففها ولا تعيش ضجيج السياسة ولا صخب الصراعات والمنازعات ولا تنزل ساحة المهاترات، فلا بد من الحرص على البحث عنها وإشراكها في الحلقة الوزارية، فمثل هذه العناصر هي التي يليق بها حمل الحقيبة الوزارية، وليس المتلهفين عليها ومن يزجون بأسمائهم في التشكيل المتوقع، بحجة تسريبات عن التشكيلة الوزارية الجديدة والتي حفلت بها أيامنا الماضية، ففي كل يوم تحمل إلينا الأخبار «المسربة» تشكيلة وزارية تتناطح فيها أسماء من يريدون التقرب من الماعون الوزاري الدسم.
نردد دائما أن الوزارة تكليف لا تشريف، ولكن هل الواقع يصدق ذلك القول الجميل ويترجمه إلى حقائق على الأرض أم أنه مجرد شعار براق ينفيه الواقع.
ولا بد أن تكون هناك مراقبة لعمل الوزير وأدائه في وزارته خلال توليه حقيبتها، فمن لم يضف جديدا لوزارته أو لم يبدع في إدارتها ولم يبتكر ويطور العمل فيها، فإن توليته الحقيبة مرة ثانية هي إصرار على الفشل، وهذا مع الأسف واقع تعيشه كثير من وزاراتنا على أيدي وزرائها، وهو ما يسبب الفشل ويبقي عليه.
لقد مل الشعب المناشدة بتولية الكفاءات المخلصة والقادرة على الإنجاز والنهوض بالبلاد لتعود سيرتها الأولى منارة كما كانت، فمن يستجيب.
[email protected]