[email protected]
لم نعرف الاصطفاف الطائفي البغيض والحقير مثلما عرفناه ورأيناه وسمعناه في أيامنا الكريهة هذه، ولم نر هذا الارتهان الرخيص لأجندة خارجية مثلما نرى من بعض المشحونين من ابنائنا من فريقين متضادين متعارضين، كل منهما يحمل سيفه ليحز رقبة الآخر.
«حلب» قضية سورية.. إقليمية.. عربية.. عالمية.. ولكنها بالتأكيد ليست قضية كويتية!
حينما احتلت الكويت.. لم تتحول إلى قضية «حلبية»، ولم يخرج فريق «حلبي» يندد بالاحتلال ويدعو الى الجهاد لتحريرها، ولا أيضا خرج فريق آخر ينثر الورود والرياحين ويوزع الحلوى ابتهاجا باحتلالها.
نتعاطف مع حلب وأهل حلب مثل تعاطفنا مع كل من يعيش في ظلال الخطر، ونقدم لهم ما نستطيع من مال وزاد ودواء وكساء، وفوق ذلك حسن الدعاء.
ذلك كل ما نملك لأي مظلوم أو مروع في العالم عربيا كان أو مسلما أو من أي ملة وعقيدة ومذهب، يتساوى في ذلك الأقربون والأبعدون.
نحن لسنا دولة عظمى ولسنا قوة ضاربة، ليس عندنا أساطيل ولا بوارج ولا حاملة طائرات، وكل ما لدينا من عتاد عسكري هو بالضبط ما يلزم مطبخ المنزل من أدوات القطع والنشر والدق، ورحمنا الله أن عرفنا أنفسنا ووقفنا عند ذلك.
إذن فإن هذه العنتريات والتفلتات القولية والحركية لدى بعض المشحونين من الفريقين لن تجلب لنا الا المصائب، ويجب إيقافها على الفور وقبل أن يستعر سعيرها بين الجهلاء والمتحمسين من صفوف الطرفين، وهم لا ناقة لهم فيها ولا حتى بعرة بعير، فلماذا تجر بلادنا على أيدي حفنة من السفهاء والمأجورين والمخدوعين والموهومين، إلى منطقة كريهة بغيضة لا شيء فيها سوى التناحر والتباغض الطائفي المذهبي العنصري؟!
لماذا الكويت دون سائر دول العالم يتم فيها إشعال نار فتنة من أجل قضية، هي ليست قضيتها ولا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد.
نريد من الحكومة الجديدة وبالذات من وزير داخليتها الجديد أن يكون أكثر انتباها ودقة وسرعة في التحرك.
نريد سوطه يسبق عدله، فهؤلاء أصحاب فتنة، في قلوبهم غل وحقد وفي أيديهم نار يرومون حرق البلاد بها، هؤلاء لا تحذرهم بل اسبقهم وكبل ايديهم قبل أن يخرجوها من بواطنها.