سبع من الدول العربية اجتاحها طوفان وربما هو أشد من الطوفان.
العراق وسورية ولبنان، مصر وليبيا وتونس، واليمن.
بدأ هذا الطوفان بإسقاط صدام حسين في العراق عام 2003 وبعد ذلك بسبع سنوات، اشتعلت شرارة ما سمي بالربيع العربي مع حادثة «البوعزيزي التونسي» أواخر عام 2010، لتبدأ الثورات الشعبية في البلدان الأخرى مصر، ليبيا، سورية، اليمن، أما لبنان فإن الوضع فيه ربما هو أسوأ من تلك الدول التي جرت فيها حروب وسالت دماء واشتعلت ثورات.
هناك قوة إقليمية عابثة ومخيفة وتسعى في مشروعها التدميري التوسعي الاحتلالي دون أن يعمل أحد على ردعها، وأقصد بهذه القوة «ايران» والتي سيطرت بل وحكمت فعليا ثلاث دول من تلك البلدان وهي العراق وسورية ولبنان، وتشاغب في اليمن بغرض السيطرة الكاملة عليه، ولولا عاصفة الحزم لكانت اليمن الآن ولاية ايرانية.
حاولت ايران أيام حكم الاخوان لمصر، دخول مصر والتربع فيها، ولكن ثورة الشعب المصري التي أسقطت الاخوان طهرت مصر وأخرجت ايران.
وكذلك استغلت ايران تردي الوضع الاقتصادي في تونس، فبدأت محاولات دخولها الى تونس من الباب الديني المذهبي.
نلاحظ أن ايران هي المستفيدة الوحيدة من ثورات الربيع العربي وهي الوارثة الحقيقية لعروش الحكام الذين أسقطتهم شعوبهم أو سقطوا بفعل قوة خارجية كما حدث لصدام حسين.
لو عادت عقارب الساعة الى الوراء وعاد الزمن الى ما قبل سقوط أولئك الحكام، لتمنت شعوب تلك الدول ـ ونحن معهم ـ بقاء الحال كما كانت عليه، وتحت ظل الديكتاتورية التي كانت تحكم اوطانها وتحميها من العبث والفوضى.
هذا ما هو واقع على الأرض وهذا ما تطويه أيام زمننا وهو ما نشهده بأم أعيننا ليل نهار، ولكن يبدو أن كثيرين منا فقدوا الاحساس بالواقع وكذبوا ما تراه أعينهم وما تسمعه آذانهم، ومازالوا مبقين على أن الخطر الحقيقي والوحيد هو الخطر الاسرائيلي رغم أن أفعال ايران جعلت من اسرائيل حملا وديعا.
والمشكلة أن من يرى مثل هذا الرأي هي الحكومات العربية وليس فقط المضللين من العرب.
[email protected]