-
«نحـن الكويتييـن» صحيحــة.. وذكـرتنـي بإذاعــة الكويـــت حين كانت للكويــت إذاعة يُمنع فيها الخطــأ اللغـوي ويُجلـد مرتكـبـه بعشريـن «ضـمـة» وخمسيـن «فتحـة»!
-
بيوتنا كأنها واحدة .. تدخل صالة في بيت «زيد» لتكتشف أنك سبق وأن دخلتها في بيت عبيد!
-
مواصفـــات لجنة الإزالـة لحدائـق البيـوت تحـتاج إلى خبراء في الأزياء العالمية بيير كاردان ـ باكورابان ـ شانيل
لا تهدر دمعك كله على ما فات..
ادخر منه شيئا لما هو آت
ارقص رقصتك ومت
غرد خارج السرب، تغريدك خارجه مسموع، اما داخله فمقموع.
الأسراب سرابات يأكلها النسيان، فلا تكن ضمن السرب حتى لا يأكلك النسيان.
غرد بكل فخر وحدك، دع السرب يمضي الى السراب، وغرد وترنم واكتب ترنيمتك تحت الشمس ولا تخش النقيصة.
ان القائلين بعيب التغريد خارج السرب، يؤمنون بسياسة الانتماء الى القطيع، والمأمأة داخله، والاقتيات على فتات الغير.
تلك الارواح المنتمية الى السرب، ارواح خاملة خالية من فضيلة التفرد وتخاف التمرد وتخشى ان تقع فريسة الانتماء الى الذات، تلجأ الى القطيع حتى تحصّن نفسها وتستعير قوة الآخرين، لانها أرواح رخوة مائعة.
اجعل لذاتك وحدتها واستقلاليتها وبناءها الذاتي غير المستعار، لا تدع الآخرين يشاركونك بناء ذاتك، او يرسمون لك خطوطا مستقيمة تمشي عليها مغمض العينين ولا تقع.
لا بأس ان تقع وتتعثر وتسقط، حين تمشي على خارطة صنعتها يداك ورسم خطوطها عقلك، وتقبلتها روحك.
لا تجزع! ان وقعت فستقوم، وان سقطت فستنهض، وان تعثرت فستعدل مسارك.
ستتعلم من عثراتك وسقطاتك، ولن تتعلم حين تمشي برسم الآخرين، تمأمئ حين يمأمئون، وتخاف حين يخافون، وتدمع حين يدمعون.
اصنع لنفسك حزنك وفرحك وصمتك وبكاءك.
لغتك، فنك، حبك، كرهك، وأملك وألمك.
تلك كلها صغها بيديك انت، واكسر أي يد تمتد اليك لتعلمك لغتك وفنك وحبك وكرهك، او تحاول اقالة عثرتك.
اشرب عرقك، تشبع وترتوِ، ولا تسمح للآخرين بأن يسدوا عطشك حتى وان كان ماؤهم فراتا زلالا، وان سقوك بكؤوس من ذهب وفضة.
جُع وتعلم فضيلة الجوع وحيدا، على الشبع داخل السرب.
ثق انك ـ وحيدا ـ اقوى منك وانت مع المجنّحين داخل السرب.
ان حياتك لك، وليست للآخرين.
لن يحمل الآخرون شطيرة من ألمك ان تألمت.
ولن يقولوا آه، ان توجعت.
ولن يذرفوا دمعا عليك، الا من باب التسرية عنك، ولكن دمعهم لن يداوي جروحك، ولن يمحو ألمك.
احزانك، انسجها بمنوالك انت.
وموالك، انت تنشده لذاتك لا ليسمعه الآخرون.
يقولون لك، بيتك من زجاج، لا تجزع لذلك.
الحياة كلها زجاجية، هل حصّن بيت الحديد صاحبه من المثالب، وهل غسله من الخطايا؟!
وليكن بيتك زجاجيا، ما في ذلك من شائبة ولا ما يعيب.
البيوت الزجاجية يسكنها الشفافون الانقياء الاطهار المكشوفون على الحياة، لا تخبئ ولا تستر، فليس ثمة ما يستحق الستر والاختباء وراء الكتل الخرسانية والحديدية، ولا حتى وراء الهواء.
عش للشمس وللهواء وللقمر وللمطر، خير من عيشك من اجل الآخرين.
غرد، ثم غرد خارج السرب حتى تخلو الاسراب من جحافل المغردين التابعين.
ارقص رقصتك.. ومت.
-
روحك حديقة حياتك..
-
فجملها ما استطعت
السربيون والسرابيون
ونحن الكويتيين، أكـ ...
قف من فضلك، أمامك مطب لغوي!
لا تقل نحن الكويتيين، بل قل نحن الكويتيون!
آسف، لا سمعا ولا طاعة، وليس من مثلبة ولا مطب لغوي.
القصة وما فيها تعرض لها الزميل «محمد الوشيحي» حين كتب العبارة ذاتها «نحن الكويتيين» فانهالت عليه «عجرات» محبي اللغة، تعنفه وتقرع رأسه وتقر بخطئه، في عدم رفع كلمة «كويتيين» لتكون «كويتيون»!
محبو اللغة وعشاقها، يلامسون بأقدامهم ماء جالها ويلعبون على رمال شاطئها الناعمة، ولم يتبحروا بحرها ولا غاصوا لاستخراج «صدفاتها»، ولم يتنبهوا لشراكها الخادعة وطلاسمها وبلاياها ورزاياها.
و«نحن الكويتيين»، صحيحة «صحة» حروف «الجر» اذا ما دخلت على بعض الكلمات وبقيت مرفوعة لترتفع معها حواجب القوم استنكارا للرفع بعد حرف «جر»! نقول «والحمد لله من قبلُ ومن بعدُ»! فارفعوا حواجبكم ولا تنزلوها الا عند قبر «سيبويه»!
اما نصب كلمة «الكويتيين» فللاختصاص، اي اخص «الكويتيين»، ومن كان في عمري وحتى اصغر، يذكر مراسيم الشيخ عبدالله السالم عند اذاعتها من اذاعة الكويت، حينما كانت للكويت اذاعة، يمنع فيها الخطأ اللغوي ويجلد مرتكبه بعشرين «ضمة» على رأسه وخمسين «فتحة» على جبينه واربعين «كسرة» في رجليه، فكانت تلاوة المراسيم تقرأ بهذا الشكل «نحن عبدَالله السالم الصباح، أميرَ الكويت»، وهكذا!
المهم اعود الى ما بدأته اول هذه الفقرة، لأكمل حتى لا تسحبني اللغة الى اعماق بحرها فأغرق اغرق اغرق ولا اجد «صدفات» ولا لؤلؤا منثورا.
اقــول نحــن الكويتيـين اكثــر الشعـوب نمطية وتغريــدا داخـــل الســرب، وعنـــدنا مـــثـل يقــول «مــع الخيل يا شقرة» وآخر يقول «حشر مع الناس عيد»!
وعيدنا نحن الكويتيين في ان نكون نسخة كربونية واحدة مكررة نغرد في سرب واحد ولا يشذ احدنا عنه، الا واعتبر خائنا ومرتدا و«ربيته ناقصة» ومع عبارة «أصلا هذا مو كويتي»!
ترى بيوتنا وكأنها بيت واحد، الديكورات والاكسسوارات المستخدمة في البيوت والاثاث والكهربائيات ومتعلقات البيت كلها متشابهة حد التطابق والتآخي والتوأمة، تدخل صالة بيت «زيد» لتكتشف انك دخلتها قبلا في بيت «عبيد»! وتدخل حمام الضيوف في بيت «بوخالد» لتكتشف انك تشرفت سابقا بزيارة هذا الحمام في بيت «بوسليمان»!
هذا من حيث البيوت، اما من حيث العادات والتقاليد «فحدث ولا حرج ولا هرج ولا مرج ولا حتى مَرَقْ»، فجأة تتحول سلوكيات الناس الكويتيين الى سلوك واحد وعلى نمط واحد، سواء في اللباس او طرق المعيشة او استخدام المفردات، وحتى في العبادات والتدين انتظموا في سلك واحد.
من لم يكن يصلي ولم يكن يصوم ولا يذكر الله الا في الملمات ومدلهمات الخطوب، تحول الى «حمامة مسجد» خبير في المؤذنين والأئمة والمساجد ومواقعها ومساحاتها واعداد المصلين فيها وانتماءاتهم الفكرية والعقائدية والاجتماعية.
ولأن التدين ليس مزروعا في داخله، وليس نابعا عن ايمان حقيقي، فهو بقي على ممارساته اللادينية والتي تتناقض مع ركوعه وسجوده واذكاره التي لا تفارق لسانه، بل ظل على غشه وتدليسه ولصوصيته وكذبه ونزقه!
اما لماذا اذن يصلي ويصوم ويقوم بالواجبات الدينية كلها على رغم عدم التزامه الخلقي، فلأنه وببساطة «يغرد داخل السرب» ولا يريد ان «يغرد خارجه» فيقعد ملوما محسورا.
وما ينطبق على الرجال تشاطرهم فيه النساء الكويتيات ايضا، فهن وبمجرد التحول الى موجة «الحجاب» دخلن ضمن السرب، وخلعن «الميني» و«الميكرو» وما حولهما، ليتحجبن و«يسرن ضمن السرب» ايضا!
شعارهم في ذلك ـ رجالا ونساء ـ «حشر مع الناس عيد» و«مع الخيل يا شقرة»!
-
من يحصِ أخطاء الآخرين..
-
هو أكثرهم خطايا
فرساتشي يصمم حدائقنا
على رغم عمري الذي بلغته وسقتني فيه الحياة ما سقتني بكؤوس المرّ من عسير ومرير، فإنني والله يشهد، لم ار ولم اشهد ما استعصى علي فهمه مثلما استعصى علي فهم ما نشرته «لجنة ازالة التعديات على املاك الدولة» من مواصفات للحدائق الموجودة امام منازل المواطنين! ومن لم يلتزم بتلك المواصفات والمقاييس فإن الجرافات ستجرفه وتجرف ذويه وتشرد صاحبته وبنيه!
اعدت واستعدت واستعذت من الشيطان الرجيم واستعنت بخبراء وبفريق من ذوي الخبرة والكفاءة وفريق آخر من «أهل الثقة»، من اجل فهم تلك المواصفات والمقاييس، ولكن الذين استعنت بهم، لم يكن فهمهم بأحسن من فهمي، وكلهم اعتذروا وتأسفوا لعـدم فهمهم، وبعـضهم دخل مستشفـى الامراض العقلية، وفئة منهم ماتت حسرة وكمدا.
مواصفات «لجنة الازالة» تحتاج الى خبراء في الازياء العالـمـيـة، ويمكـن الاستعانة بـ «بيــيـر كاردان» و«باكورابان» و«شانيل» ليفصلوا لنا حدائقنا حسب المواصفات التي تريدها «لجنة الازالة» الموقرة.
ومع الاسف فإن «فرساتشي» مات، والا كنا دعونا اصحاب الحدائق للاستعانة به في تفصيل حدائقهم.
اما عن نفسي، فإنني سأستعين بخياط هندي او باكستاني محلي ليفصل لي حديقتي ويراعي الاطوال والارتفاعات والسمك والعرض والامتداد والانكماش وبقية «خطوط الموضة» التي تريد «لجنة الازالة، لحدائقنا ان تكون عليها» وذلك بسبب عدم تمكني من الاستعانة بخبراء الموضة الباريسيين او الطليان.
وانصح من هم في مثل حالتي من اصحاب الحدائق بالحذو حذوي والاستعانة بخياط «محلي» هندي او باكستاني، لان ذلك اوفر، وكل ما في الامر ان عليهم ان يقوموا بتعليم الخياط الذي يختارونه، اللغة العربية حتى يتخرج حاملا بكالوريوس في «اللغة العربية» وبعد ذلك يقدمون له خارطة المواصفات ليقرأها ويقوم بتنفيذها! ولكن عيب هذه الفكرة ان هذا «الهندي» او «الباكستاني» لن يفهم ما تعنيه «لجنة الازالة» اذا كنا نحن ابناء العروبة العاربة والغاربة والهاربة، لم نفهم ما تريده لجنة «المواصفات والازالات»!
فيا سادتي في لجنة الازالة، اذا كنتم تعرفون ما تعنونه فاشرحوا لنا قصدكم! أقصد «اذا تعرفون» وأشك انكم تعرفون!