من بين سبع دول، أصدرت الولايات المتحدة الأميركية قرارا بحظر دخول رعاياها إلى الأراضي الأميركية لمدة تسعين يوما، ومن بين تلك الدول السبع، إيران وحدها التي شمل القرار حاملي جوازات سفرها، هي التي هددت وتوعدت بالرد على أميركا بسبب هذا القرار.
وفي خطوة غير مستغربة، دعا البرلمان «الإيراني» في العراق إلى مناقشة القرار الأميركي.
في الحقيقة، فإن التوعد الإيراني غير مستغرب، حيث تعودنا مثل تلك التهديدات والتوعدات بالرد، وعادة ما تصف إيران وأتباعها ردودها بـ «المزلزلة»، فـ«حماس» الفلسطينية مثلا توعدت إسرائيل برد «مزلزل» على قتل «أحمد ياسين» الذي تم منذ 13 عاما، وما زالت إسرائيل تنتظر ذلك الرد «المزلزل»، وأتبعته أيضا برد «مزلزل» آخر ردا على قتل إسرائيل «عبدالعزيز الرنتيسي» وما زالت إسرائيل تنتظر ذلك الرد، لعل وعسى!
و«حزب الله» الإيراني في لبنان، أدمن أيضا تلك الردود «المزلزلة»، فبعد اغتيال إسرائيل «عماد مغنية» توعدها برد «مزلزل» وكرت بعد ذلك سلسلة الردود «المزلزلة الحزب اللاهية» لإسرائيل، وكلما قتلت إسرائيل قائدا من قادة ذلك الحزب، رد الحزب بتوعد برد «مزلزل» حتى تراكم عدد التوعدات وفاض، وإسرائيل ما زالت تنتظر، وأعتقد أنها بصدد تقديم شكوى للأمم المتحدة تطالب فيها حماس وحزب الله بتنفيذ ردودهما «المزلزلة».
وعودا على بدء، فما الذي سترد به إيران على أميركا لاتخاذها قرارا بحظر دخول رعاياها إلى الأراضي الأميركية؟ وما الذي تملكه إيران لتهدد به أميركا، أم أنها مجرد شنشنة وطنطنة تعودها العالم من إيران وأتباعها؟ ولماذا لا تعقل إيران وتتعقل وتعمل لمصلحة شعبها، بعيدا عن التهديد والوعيد، وهي المغلولة اليد المشلولة الكسيحة سوى من ذاك اللسان المستطيل والشر المستطير الذي تضمره للمجتمعات الآمنة المستقرة المرتاحة؟
على مدى ما يقرب من 40 عاما وإيران تمارس الشر بمختلف صوره، ولم تنل مقابل هذا سوى البلاء لشعبها وكراهية العالم لها والمزيد من الفقر والتشتت، فإلى متى سيحبسها قادتها في ذلك الوضع المخزي، الذي لا تستحقه أمة عظيمة كالأمة الفارسية التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية؟
[email protected]