يقولون إنا داخلون على عصر جليدي جديد ستتغير معه جغرافيا الجليد وتصبح منطقتنا هي المنطقة الجليدية وأن بداية العصر الجليدي الجديد ستكون بدءا بعامنا هذا وأن موجة البرد والصقيع التي شهدتها منطقتنا وتشهدها هذه الأيام هي الدليل الأصدق والإعلان الأوضح على دخول منطقتنا العصر الجليدي.
قد يبدو مثل هذا التصور في نظر البعض مستحيلا أو أنه ضرب من الخيال أو استجلاب لصور كوميدية مضحكة.
أنا شخصيا أتقبل الوضعين سواء الجدي والعلمي منهما والذي يقول إن منطقتنا ستكون منطقة جليدية، أو التصور الساخر والضاحك والذي يستبعد هذا الأمر ويحصره في دائرة الضحك فقط.
وما هو معروف أن مسألة التحول المناخي تحتاج إلى أزمنة عديدة وأن التحول يأتي تدريجيا وليس مفاجئا وقد يستغرق عشرات القرون، ما يعني أننا نحن أبناء القرن الحادي والعشرين، لن نشهد تحول منطقتنا إلى منطقة «جليدية»، ولن نرى الدببة تتجول بين بيوتنا، وأننا سنظل نمشي فوق الرمال حتى آخر العمر، ولن نسير فوق الثلج ولن نتزلج، وستظل حكومتنا «منا وفينا» وستبقى «رملية» مثلنا، ولن تتحول إلى حكومة ثلجية «جليدية باردة».
أما إذا خالفت الطبيعة طبيعتها وخرجت عن المألوف ولم تخضع للدورة الزمنية الطويلة في التحول وصرنا فجأة بلادا جليدية، فإننا سنكون في ورطة وأكثر من سيتورط فينا هي حكومتنا التي لابد لها في هذه الحالة من الاستعانة بـ «صديق» أو حكومة صديقة ذات خبرة جليدية تحل محلها لأنها حكومة «رملية» لا خبرة لها في تسيير شؤون الدول «الجليدية».
وبالتأكيد فإن ما يسري على الحكومة سوف يسري على مجلس الأمة والذي لا يملك خبرة تشريعية جليدية، وهذا يقتضي الاستعانة بمجلس تشريعي «جليدي» يواكب المرحلة الجليدية الجديدة وتكون تشريعاته وقوانينه «باردة» تتماشى مع الشكل الجديد للدولة «الباردة».
وستكون مهمة المجلس الجليدي سهلة جدا فهو ليس في حاجة لإصدار تشريع بإلزام النساء ارتداء الملابس المحتشمة مثلا لأن الطقس سيتكفل بذلك وسيلزم النساء بالتدثر.
وعلى حكومتنا الحالية متابعة أداء الحكومة «الجليدية» البديلة، حتى تعرف كيف تكون «باردة»!
[email protected]