إن لأبداننا علينا حقوقا، فلنكن حراس أبداننا بوعي وإدراك.
من أصعب ما نواجهه في حياتنا الحديثة هو دفعنا ضريبة ما نحن فيه من رفاه، فهذا الرفاه لابد أن له جانبا خفيا قد يكون في بعضه سلبيا، وقد يصل في بعض آخر إلى درجة الخطورة وتهديد أبداننا.
أقول هذا بعدما علمت بوجود مادة سامة تدخل ضمن المكونات التي تصنع منها بعض أدوات التنظيف مثل الصابون بمختلف أغراضه كصابون اليد وصابون الجسم وكذلك المستخدم في تنظيف الأواني أو المستخدم في تنظيف الملابس، وفي الشامبوهات وأيضا في الكريمات وما إلى ذلك مما يدخل في تنظيف الجسم أو تزيينه، وهذه المادة اسمها «TRICLOSAN».
وفي الولايات المتحدة الأميركية وكندا حملات قوية ضد هذه المادة والتحذير منها، بعدما ثبتت خطورتها وشدة سميتها، وقد قامت بريطانيا بسحب جميع مواد التنظيف التي تدخل هذه المادة في صناعتها، من الأسواق وكذلك فعلت ألمانيا والصين.
وقال العرب قديما «من مأمنه يؤتى الحذر» أي أن الشديد الحذر قد يأتيه الخطر ممن يأمن منه أو يركن إليه ويأتمنه، وهكذا نحن، فبدافع تنظيف أجسادنا وتطهيرها وتزيينها وتعطيرها، نلجأ إلى ما نعرف من منظفات تمتلئ بها رفوف المتاجر ومراكز التسوق ونحن نجهل مكونات تلك المواد وآخر ما يرد على أذهاننا أن تكون خطرة وأنها تؤدي غرضا عكسيا، فمع التنظيف تسبب لنا أمراضا خطرة وتسممنا ونحن لا نعلم.
إن من مسؤولية الحكومات حماية شعوبها والحماية لا تقتصر فقط على الحماية العسكرية بل إن الحماية الوقائية أوجب، وعلى الحكومات والجهات المختصة فيها أن تبحث وترصد وتفحص وتدقق، فإن ثبت أن في المواد التي نستعملها وندخلها بيوتنا أو نأكلها خطرا ما فهي مسؤولة عن منعه من أجل المحافظة علينا، وذلك هو أبسط أدوارها، لأننا لسنا قادرين على معرفة النافع والضار مما يدخل بطوننا أو ننظف به أجسادنا أو أي مما نستعمل في يومنا.
وأتمنى لو أن مؤسسات المجتمع المدني تنشط في إطار التوعية الصحية لتنبيه الناس وتحذيرهم مما يحيق بهم من أخطار.
[email protected]