[email protected]
شابان مسلمان من أصول سورية وحاصلان على الجنسية الكندية، مولودان في كندا وتربيا فيها ولم يعرفا وطنا لهما غيرها، رعتهما وعلمتهما وطببتهما وكفلت لهما ولأهلهما كامل الحقوق.
يختفيان من مدرستهما ليظهرا بعد فترة في شريط فيديو مصور، يعلنان فيه انضمامهما لجبهة النصرة الإرهابية من أجل «الجهاد» ويقومان بتمزيق جوازيهما الكنديين مع كيل السباب لكندا والغرب الكافر الذي توعدا بتمزيقه شر ممزق وضمه لدولة الخلافة تحت إمرة الخليفة «البغدادي»!
صورة مغرقة في السخرية أو الكوميديا السوداء والضياع والغياب العقلي تماما وإلغاء الذات أمام الوهم والخرافة، ولكن السيدة الكندية ناظرة مدرستهما، هزها خبرهما وما آلا إليه وتدهور حالتيهما، وكانت تبكي وهي تروي قصتهما لسيدة عربية، مستغربة هذا الجحود والنكران من قبل الشابين لكندا البلد الذي استضافهما وأجزل لهما العطاء وأكرمهما وجعلهما من أبنائه ولم يقصر تجاههما ولا تجاه عائلتيهما بأي أمر من الأمور.
حالة هذين الشابين ليست الأولى في مسرحية العبث الموتي والجنون الدموي ولن تكون الأخيرة، بل هي متكررة الحدوث اليومي في كثير من أصقاع الأرض المسلمة العربية والمسلمة غير العربية وحتى غير المسلمة وغير العربية.
هذان الشابان لم يولدا ولم يعيشا في حاضنة عربية إسلامية فمن أين طارت إلى رأسيهما تلك الأفكار المدمرة التي دفعتهما إلى طريق الهلاك والظلام والضلال؟
يأتي الجواب سريعا من الناظرة المصدومة بطالبيها: من المسجد القريب من مسكنيهما، في ذلك المسجد تم شحنهما وتسعير النار من تحتهما حتى يتقدا ويغدوا قنابل متفجرة.
في ذلك المسجد تم تكريههما بالحياة وبأنها قنطرة إلى الآخرة وأنها زائلة ولا تستحق أن يبذل العبد المسلم التقي جهدا فيها أو أن يتمسك بالبقاء فيها وينسى آخرته ونعيمها وحورها وفاكهتها وأعنابها ودوامها الذي لا يفنى، فتلك هي دار المسلم الصالح لا هذه الدنيا الدنية الزائفة الزائلة، فهلموا إلى تلك ودعوا عنكم هذه.
الجهاد حق والتقاعس عنه مثلبة، فماذا تنتظران، لا تغترا برغد العيش ونعومة الحياة، فما في الجنة أنعم وأدوم.
تلك هي الصليات القاتلة التي يصليها أولئك الفجار من عملاء الشيطان وعبيده ويروح ضحيتها أولئك الأغرار الذين لم يحصنهم أهلهم ضد شراك أولئك المشركين الضالين المضللين.