على مدى أربعة عشر عاما تنقلت في مدارس الكويت ومراحلها التعليمية. ابتدأت عام 1950 وانتهت عام 1964.
ثم عملت مدرسا لمادة التربية الإسلامية واللغة العربية عام 1971 ولمدة عامين.
قصدت من هذه المقدمة، المقارنة بين ما كنا ندرسه وندرسه في مادة التربية الإسلامية، وبين ما يدرسه أبناؤنا اليوم في المرحلة الابتدائية.
كانت مادة التربية الإسلامية سهلة ومحببة إلى نفوسنا ونحن صغار وكانت مادة تربوية تثقيفية إرشادية، تركت في نفوسنا أثرا طيبا، لازمني أنا شخصيا سنوات طويلة من عمري وبقي في ذاكرتي.
وأذكر مما كنا ندرسه في تلك السنوات قصص الأنبياء وما زلت أذكر اسم مؤلفها وهو المصري «عبدالحميد جودة السحار» وهي تلخيص لقصة كل نبي على حدة فيها بعض ما مر به هذا النبي أو ذاك من مواقف إنسانية فضلا عن المواعظ التي تحويها القصة والأهداف النبيلة التي تشتمل عليها، ولا أظن الكتاب الواحد من تلك الكتب التي يحمل الواحد منها قصة نبي من الأنبياء يزيد عدد صفحاته على العشرين وربما الثلاثين.
وكذلك أذكر حينما قمت بالتدريس كان منهج التربية الإسلامية معتدلا نافعا مناسبا لعقول طلبة المرحلة المتوسطة التي كنت أدرس طلابها. وكان خاليا من التعقيد أو من المنفرات أو ما يسبب خلافات أو سوء فهم والتباسا.
أما ما يدرسه أبناؤنا اليوم فهو أمر غير معقول ولا يصدق، يحملون فيه طفل العاشرة أو دون ذلك ما لا يحتمل عقله وما لا يحتاجه في مثل ذلك العمر، وأقرب مثال على ذلك ما يدرس لأولئك الأطفال عن مبطلات الإحرام، ومنها النكاح!
فهل هذا معقول يا من وضعتم ذلك المنهج، ولماذا يدرس طفل لم يبلغ الحلم بعد مناسك الحج وهو لم يبلغ سن التكليف، ثم كيف يمكن تفهيم الطفل أو الطفلة معنى النكاح لو سأل عن معناه ولا بد أن يسأل كي يعرف؟!
لا يأتي هذا المنهج من باب تعزيز مكانة الدين في نفوس الناشئة، بل أراه تنفيرا وإبعادا لهم عن الدين. وعلى واضعي المنهج أن يراعوا الجانب الأخلاقي وهم يضعون مناهجهم.
[email protected]