[email protected]
عملية تحرير الموصل من «داعش»، مأثرة تسجل للجيش العراقي، ولكنها مأثرة لا تغسل عاره في تسليم الموصل لها، كما أنها مأثرة محاها هو بنفسه ولم تعد مأثرة ولا انتصارا، حينما قام أفراد من هذا الجيش بإلقاء من تمكنوا من القبض عليهم من «الدواعش» من ارتفاع شاهق وهم أحياء وبمجرد ارتطامهم بالأرض يطلقون عليهم الرصاص!!
في تراث «داعش» وعمره اقل من عدد أصابع اليد الواحدة، كثير يروى ويقال وكثير معلوم وأكثر منه مجهول وكثير منه رأيناه وهالنا ما رأينا.
رأينا قوافل عظيمة ممتدة، تتجه صوب الموصل لتحتلها وكأنما الموصل هذه أرض خارج الجغرافيا لا حامي لها ولا حارس وليس فيها نفوس ونفائس ولا مساجد ومعابد وكنائس وأهل وعشائر وبيوت وشوارع ومداخل ومخارج.
كأنما الموصل هذه ليست ولاية من ولايات العراق، وكأنما «نوري المالكي» قد سلخها من الجسد العراقي ليهبها رخيصة للدواعش أو ليبيعها في سوق نخاسة الأوطان.
هرول الجيش قبل وصول الزحف «الداعشي» وترك أسلحته مغلفة معطرة مزهرة مبخرة هدية للدواعش.
وعاث «الدواعش» في الموصل وأينما حلوا فسادا، فكل من عرفهم عرف أفعالهم المخزية.
كانت مساحات «الدواعش» على الأرض مسرحا مكشوفا لتقديم مهازلهم السوداء باسم الإسلام، السبي والبيع والنحر والحرق وانتهاك الحرمات، وقبل أن يقدموا على فعل يستفتون أهل الكتاب، وأهل الكتاب أولاء ليسوا يهودا ولا مسيحيين كما هو تعريفهم في القرآن، ولكن هم فلان وابن فلان وعلان وابن علان من أهل حقب سحيقة ماتوا وبليت عظامهم وصارت ترابا، ولكنهم مازالوا يفتون لأمة فقدت رشادها وضلت طريق الصواب فأنتجت «داعش».
لابد أن نفرق بين الإسلام والمسلمين، وأن نؤمن بأن أقوال المسلمين وأفعالهم هي أفعال فردية خاصة بأصحابها وليست إسلاما، وأن الذين اجتهدوا في أزمنة غاربة ممن نطلق عليهم أئمة وفقهاء وعلماء، هم يمثلون انفسهم فيما اجتهدوا فيه ولا يمثلون الإسلام بالضرورة.
وإن كنا حريصين على نقاء الإسلام وسلميته، فلابد من التفريق بينه وبين المسلمين وأنه ليس كل ما قاله أو فعله مسلم هو إسلام!!
وأن الإسلام هو ما قاله الله لا ما قاله البشر!!