لا حدود لطموحات الإنسان ولا عوائق تحول دون تحقيقها.
والحياة ميدان لا يضيق بطموحات الانسان.
وكثيرا ما نجتر الماضي الذي نسميه الزمن الجميل ونتحسر على أيامه وأهله وناسه، ناعين أنفسنا وزماننا، وكأننا غربان في زمن خرب.
إن زمننا زمن عباقرة ومبدعين، وليس صحيحا أن زمن العباقرة ولى.
«ألن ماسك» عبقري من عباقرة هذا الزمن، ونموذج لطموح الإنسان ذي العزم والإرادة وقوة الطموح والقدرة.
فهذا الرجل البالغ من العمر الآن ستة وأربعين عاما، كان ذا آمال عريضة منذ طفولته وكان يحمل رسائل للبشرية في رأسه الصغير ذي العقل الكبير.
منذ طفولته كانت لـ «ألن» ثلاثة أهداف تعشش في رأسه وتكبر ولم تكن أهدافا خاصة به أو بأهله أو ببلده ولا أمته ولا أهل دينه، بل كانت للبشرية جمعاء.
أهدافه الثلاثة هي تخليص الناس من استخدام الطاقة المصنعة وتعميم استخدام الطاقة الشمسية، وكذلك تعميم استخدام السيارة الكهربائية بدل السيارة المستهلكة للبترول، أما الهدف الثالث فهو ربما خيالي كثيرا، وهو جعل «المريخ» بيئة صالحة للسكن الآدمي، وهو الطموح الأكبر والأبعد والمرحلي.
نشأ «ألن» فقيرا وأسس أولى شركاته مع أخيه في عشرينيات عمره، وكان مقر الشركة شقته التي يسكن فيها ولم يكن يملك المال الكافي ليعيش بمستوى أفضل مما كان فيه حتى على مستوى الأكل فقد كان يقتصد ويبحث عن الطعام الرخيص لشح المال، ولكن فقره هذا مر سريعا ليبيع شركته تلك بسبعة وعشرين مليون دولار بعد سنوات قليلة من تأسيسها ولينتقل من مربع الفقر إلى فضاء الغنى الواسع.
وفي مطلع الألفية أسس شركة (pay pal) ونجحت وباع حصته فيها بمئات الملايين.
ولتحقيق أهدافه أسس شركة تقوم بتصنيع السيارات المستخدمة للطاقة الكهربائية فقط، ولقد زرت معرض هذه السيارات في دبي وهي وكما يبدو سيارات فارهة وجميلة ونظيفة ولا تنتج عوادم ضارة بالبيئة والناس.
وكذلك أنشأ شركة للصواريخ متكررة الاستخدام بمعنى أن الصاروخ يمكن استخدامه أكثر من مرة، وهي بالطبع صواريخ سلمية لا حربية.
سيرة «ألن ماسك» تجعلنا نوقن بأن الإنسان طاقة غير محدودة، والمهم أن يملك الإرادة والثقة بنفسه.
[email protected]