لست من العارفين ببواطن «الأوبرا» ولا بظواهرها ولست قريبا من أمورها، ولا منظر فيها ولا مقرر حولها، ولكنما أطل اطلالة متابع كسول.
وفي عمري ما أتاح لي معرفة بعض ما يتصل بشؤون أنشطة الأوبرا وهوامشها وليس ما يتصل بباطنها وفنياتها.
ومما أعرفه عن الأوبرا أنه في الغالب تكون لها أنشطة دائمة تتنوع أشكالها وتتعدد أنماطها، بحيث تكون مجمعا جماليا ومقصدا راقيا لعشاق الفن الراقي وللباحثين عن متعة الفن المعلم والملهم والثقافة البناءة، على مدى العام بأكمله بصيفه وشتائه وخريفه وربيعه.
ويجري ذلك وفق برنامج موسمي معلن عنه بحيث يتيح للمتابعين ومحبي ذلك النوع من النشاط الفني المحدد الفرصة لحضور عرضهم المحبب إليهم والراغبين بحضوره، وألا يجيء الإعلان عن النشاط متأخرا فتضيع الفرصة على الراغب.
وإني لعلى ثقة كبيرة بالسادة والسيدات القائمين على الأوبرا ومعرفتهم بكيفية تسيير الأوبرا واقتراح برامجها وتنويع أنشطتها بحيث تكون مرضية لجميع الأذواق الراقية وبعيدة عن الإسفاف والتسطيح والترفيه الساذج ومما يروج في الأسواق وتلوكه عامة الناس وسوقتهم ودهماؤهم.
ويمكننا وصف الأوبرا في بلد ما بالجناح الثاني للجامعة، فإذا ما كانت الجامعة مركزا بحثيا مشعا يخرج للمجتمع الأبحاث العلمية التي يستفيد منها المجتمع ويبني عليها، فإن الأوبرا تصقل الحس الإنساني وترقيه وتهذبه وتأتي له بجماليات العالم الفنية وما أنتجه الخالدون من فناني العصور الماضية وبالذات في دنيا الموسيقى الجميلة.
وفي هذا المجال أود أن أطرح أمنية لا أراها صعبة التحقق، وهي أن تقوم إدارة الأوبرا بإنشاء قناة تلفزيونية تبث أنشطتها وما يجري على مسرحها سواء ما يبث حيا وعلى الهواء أو مسجلا، كما يمكنها عرض أعمال عالمية كاملة من مختلف دور الأوبرا في العالم، لأن الكثير والكثير يغيب عنا ولا نعرفه، والعالم اليوم غزير الإنتاج ومتعدده وهو في تسارع في تطوره وفيما ينتجه من أجل رفاهية الإنسان.
كما يمكن إنشاء مجلة متخصصة تحوي أنشطة الأوبرا وكذلك كتابات فنية متخصصة في الموسيقى من أجل زيادة الجرعة الثقافية الموسيقية لدى شباننا من الجنسين من الموهوبين في الموسيقى والتواقين إليها، فكم هو جميل أن يكون فنانونا على درجة كبيرة من الثقافة الواعية.
[email protected]