قليلون هم بكل تأكيد من لم يفرحوا أو يرحبوا بالمصالحة الفلسطينية التي تمت في القاهرة بين حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية.
لقد تعددت المحاولات من أجل عقد هذه المصالحة وعودة حماس إلى البيت الفلسطيني وانضوائها تحت الراية الفلسطينية، ولكن في كل مرة تتنصل حماس وتلغي كل ما تم الاتفاق عليه وتمضي في طريق الشر الذي اختطته لنفسها ضاربة عرض الحائط بالمصلحة الفلسطينية، وغير آبهة بأرواح آلاف الشهداء الذين تسببت في مقتلهم وتيتيم أطفالهم وترميل زوجاتهم وثكل أمهاتهم.
وبغض النظر عن الأسباب التي جعلت حماس تذعن هذه المرة إلى صوت الضمير وتقبل المصالحة وهي كما يرى البعض أسباب مالية، حيث قصرت يد الممول أو شحت في العطاء فاضطرت الحركة وقد جفت منابع تمويلها، إلى الخضوع والجنوح إلى السلم، أقول بغض النظر عن هذه الأسباب سواء صدقت أو أنها مجرد تخمين واجتهاد، فلا بد أن نفرح لحقن الدماء الفلسطينية ولإنهاء التوتر المحتدم والدائم بين الجهتين الفلسطينيتين، حتى تتفرغ الإدارة الفلسطينية الرسمية للأمور المستقبلية وشكل بناء الدولة وضمان الحفاظ على أبناء الشعب الفلسطيني للعيش حياة مستقرة تضمن لهم إلى جانب الأمان العيش الكريم وتلبي مطالبهم الحياتية.
لقد عانى الفلسطينيون بسبب الانشقاق الفلسطيني الفلسطيني أكثر مما عانوه بسبب إسرائيل، ومن قتل منهم على أيدي حماس يقارب إن لم يفق من راح ضحية الحروب الإسرائيلية، ومن هنا تأتي أهمية هذه المصالحة، ولو لم يكن لها من فائدة سوى أنها تحقن الدماء لكفاها ذلك لتأكيد أهميتها.
ونحن كعرب من المحيط إلى الخليج شديدو الفرح بهذه المصالحة وربما أن فرحنا وترحيبنا بها يفوقان كثيرا من الفلسطينيين الذين ما زالوا يجنحون إلى الشر والحرب والدماء ولا يريدون للسلام أن يعم، فمن شأن هذه المصالحة أن تخفف علينا كثيرا من التوترات والانعكاسات السلبية التي ترتد علينا كعرب بسبب الخلاف الفلسطيني الفلسطيني.
بقليل من الاجتهاد السري وغير المعلن نكتشف أن هذه المصالحة مهد لها حدث سياسي عربي سبقها بأشهر!!
وما يهمنا الآن هو مستقبل فلسطيني زاهر وواعد وآمن.
[email protected]