استقر في أذهان الكثيرين سواء من الكويتيين أو الخليجيين وحتى العرب، وكل مهتم بالشأن الخليجي ويتابع تطوراته، أن مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في الكويت مؤخرا قد فشل، وأظن أن في مثل هذا الرأي تجنيا ومجافاة للحقيقة أو على الأقل هو رأي غير دقيق.
قد لا تكون هذه القمة نجحت ولكنها لم تفشل، لأنه ليس هناك مقياس للنجاح والفشل، وليست هناك مسطرة يقاس عليها مدى النجاح أو الفشل.
الذين ذهبوا إلى القول بفشل القمة هم الذين ظنوا أن القمة قد انعقدت من أجل المصالحة القطرية الخليجية، وذلك بالطبع ظن ليس صحيحا، فلم يكن هذا هدف القمة ولا حتى بندا من بنودها، وهو لم يكن يتعدى أمنيات تجيش في نفوس الخليجيين والراغبين في الحفاظ على الأخوة الخليجية، ولم تكن القمة منعقدة للمصالحة. وإجراءات التصالح والتوافق لها أجواؤها وغرفها المغلقة ومشاوراتها البعيدة عن الأضواء.
ورأى البعض فشل القمة في تدني مستوى تمثيل الدول والذي توقف عند نائب رئيس وزراء في مثل الحالتين العمانية والبحرينية، أما في الحالة السعودية فقد كان وزير الخارجية هو رئيس الوفد وفي الحالة الإماراتية كان رئيس الوفد هو وزير الدولة للشؤون الخارجية، واقتصر تمثيل الدولة برأس السلطة فيها على الكويت وقطر، حيث مثل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الكويت وهي الدولة المضيفة للقمة كما مثل دولة قطر أميرها الشيخ تميم.
وأيضا مستوى التمثيل ليس دليلا على النجاح أو الفشل، فالمهم ألا تكون هناك مقاطعة من قبل دولة من الدول، وفي مثل هذه الحالة تسجل القمة درجة من الفشل، أما مع عدم وجود مقاطعة من قبل أي دولة فهذا مؤشر نجاح لا مؤشر فشل.
ومن المحزن جدا أن يعتبر البعض عدم حضور قادة الدول، جلسات مؤتمر القمة مؤشرا على تحفظ أولئك القادة على الكويت، وبالغوا في ذلك الاتجاه إلى درجة أنهم عدوا ذلك انتقاصا من مكانة الكويت، وهو لا شك تفسير خاطئ وساذج، رغم احترامي الكامل لكل من ظن مثل هذا الظن.
[email protected]