في مشهد همجي مقزز وغير متحضر، يصعد رجل جزائري منصة تمثال أثري في مدينة صطيف الجزائرية وفي أشهر ميادين تلك المدينة، ويهم بتكسير التمثال، ورغم صياح الناس عليه ومطالبتهم له بالتوقف فهو مستمر في فعلته ما دعا الموجودين لرميه بما في أيديهم من أجل إثنائه عما يقوم به، ولكنه لا يستجيب، حتى جاء رجال الشرطة وأنزلوه بالقوة.
بعد انتشار هذا المقطع المصور على وسائل التواصل وأجهزة الإعلام، لم أقرأ تعليقا خليجيا واحدا يستهزئ بالجزائريين أو يشمت بهم أو يصفهم بالتخلف والجهل وما إلى ذلك من صفات التحقير والتصغير والإهانة.
لم أر شيئا من ذلك التشفي والتسفيه بحق شعب عريق أصيل ذي تاريخ نضالي مشرف.
لماذا أستغرب عدم صدور أي استهزاء خليجي ردا على ما فعله ذلك الجزائري المخبول؟ أستغرب لأن هذا المشهد ذكرني بفيديو تم تداوله قبل أعوام يصور كارثة تهز المشاعر الإنسانية وتدعو للتعاطف ولكنها مع الأسف قوبلت باستهزاء وسخرية وتحقير ودونية وشماتة من قبل بعض الإخوة العرب، ومن ضمنهم الجزائريون، لكون بطل ذلك الفيديو رجلا خليجيا!!
ويصور ذلك الفيديو رجلا خليجيا يقف في إحدى محطات الوقود لتعبئة سيارته وينزل من السيارة لشراء حاجة له من المحل الموجود في المحطة ثم يعود إلى سيارته وهي قيد التعبئة وخرطوم البنزين ما زال فيها، ولأنه كان يتحدث في هاتفه النقال فقد كان ساهيا ولم يتنبه إلى وجود الخرطوم في السيارة فما كان منه إلا أن ركب سيارته وأدار محركها وسار بها، ما أدى إلى خروج الخرطوم من فتحة تعبئة الوقود وانسكاب البنزين على الأرض واشتعال النار في محيط المحطة والتسبب في حريق كبير ومخيف. وبدل أن يتعاطف الناس مع هذا الحادث المأساوي المخيف ويتمنون السلامة لمن كان في محيط الحريق، راحوا يشتمون الرجل ويعيبون عليه بداوته وخليجيته ويلوكون ذاك الموال العربي السخيف بالمعايرة والمكابرة.
شتان بين سلوك خليجي متحضر لم يستهزئ ببلد كامل بسبب تصرف أرعن لأحد أبنائه، وبين سلوك همجي أرعن يشمت بحريق مأساوي سببه السهو والنسيان.
[email protected]