ليت الذين ينفخون في الخطأ الصغير حتى يغدو أكبر من جبل شاهق، يفعلون الشيء ذاته إذا ما ظهر في بلادنا ما يستحق الفخر والمدح والإشادة، وألا يصدوا عنه وكأنهم يتحاشون مريضا ذا علة معدية.
نلاحظ في السنوات الأخيرة أن درجة الامتعاض والمعايرة والمكايدة والمناحرة قد زادت إلى درجة بالغة السوء والبشاعة، محملة بنقد سلبي وبتشف ينم عن أنفس موتورة.
إذا ما جادت السماء بكميات مطر كثيفة وتسببت في بعض المشاكل على الأرض كانسداد قنوات التصريف التي لا خلل فيها يعيقها عن انسيابيتها، ولكن كمية الماء تفوق قدرتها على التصريف المعتاد ما يجعل الماء يفيض في الشوارع، سارع ذوو النخوة والحمية إلى تعليق المشانق وتقطيع أوصال المسؤولين وكأنما هم محكمة درست أوراق القضية وأصدرت الحكم ولا بد من التنفيذ، وهذا مجرد مثل وليس كل تبرمهم ونقمتهم.
أكتب هذا مناشدا أولئك البعض الناقد اللساب اللهاب أن يفعلوا فيما تحرزه بلادنا من إنجازات مثلما يفعلون في الأمور السلبية أو التي يرون فيها سلبية بدرجة ما.
أقول هذا ونحن في نشوة فرحنا بنجاح دورة كأس الخليج الثالثة والعشرين التي أقيمت في الكويت، وأنا فيما أكتب لا أنطلق مما رصدت وتابعت عيناي من وقائع الدورة، لأنني شخصيا لم أر ولا حتى دقيقة من دقائق تلك الدورة التي استمرت على مدى أسبوعين ولكن زادي فيما أكتب هو ما سمعته من شهادات من إخوتنا الخليجيين الذين شاركت بلدانهم في أنشطة الدورة ومبارياتها، فلقد سمعت منهم وهم أهل اختصاص من مديح في الكويت وقدرتها على تنظيم الدورة بمثل هذه السرعة وبأيام أعتقد لم تتجاوز العشرة، ما جعلني أزهو وأشعر بالفخر كوني كويتيا ينتمي إلى تلك البلاد التي أشاد بها الإخوة إلى درجة اتفاق أكثر من واحد منهم على أنه ليس غير الكويت من يستطيع فعل ذلك.
وأنا قبل أن أشكر الأشقاء على جميل قولهم أشكر القائمين على الدورة والذين اجترحوا المعجزات لتكون حديث الضيوف، وبالدرجة الثانية أتمنى لو أن ذوي العيون الساخطة، ينظرون إلى هذا الإنجاز بعين الرضا.
[email protected]