قبل سنوات شاهدت لقاء تلفزيونيا بثه تلفزيون الكويت مع المطرب الراحل «أبو بكر سالم»، وفي ثنايا اللقاء أتى أبو بكر على ذكر «تلفزيون الكويت من دبي»! فاستوقفه المذيع وهو كويتي، نافيا وجود «تلفزيون الكويت من دبي»!
ولكن الفنان أبو بكر شرح للمذيع وأفهمه بوجود هذا التلفزيون.
وقبل أيام شاهدت لقاء تلفزيونيا ممتعا وشائقا ومفيدا أجراه الزميل «محمد لويس» مع الفنان القدير الأستاذ «سعد الفرج».
ولقد أمتعني الفنان سعد بسرده لقصة إنشاء تلفزيون الكويت في بواكير ستينات القرن العشرين وعاد بمشاهديه إلى ما يقرب من ستين عاما ليسلط الضوء على تلك الحقبة الجميلة من تاريخنا الكويتي.
وكان الفنان الكبير ممتعا في حديثه، وأسعفته ذاكرته في تذكر الأحداث والأشخاص رغم طول السنين.
وما استوقفني فيما ذكره، قوله «إن المرحوم سالم الفهد ساهم في إنشاء تلفزيون دبي»!
عند هذه الجملة أستأذن فناننا الكبير بالتدخل من أجل خدمة الحقيقة وإعلان شهادتي وأنا شاهد عيان ما زلت بحمد الله حيا وكذلك ذاكرتي حية معي.
وفي شهادتي أقول إن المرحوم سالم الفهد وهو زميل إذاعي وتلفزيوني كان مذيعا ووصل إلى رتبة وكيل مساعد لم يكن له علاقة ولا دخل في تلفزيون دبي، ولم يكن في ذلك الوقت والحديث هنا عن عام 1969 تلفزيون اسمه «تلفزيون دبي» بل إن التلفزيون المقصود هو «تلفزيون الكويت من دبي» وهو التلفزيون الذي أنشأته الكويت في دبي ليكون بذلك ثالث تلفزيونات الخليج بعد تلفزيون الكويت والتلفزيون السعودي.
ويجيء إنشاء الكويت لذلك التلفزيون إكمالا للخدمات التي كانت تقدمها الكويت لإمارات الخليج قبل استقلالها وقبل قيام الاتحاد، مثل الخدمات التعليمية والطبية.
وأقول شهادتي هذه لأنني كنت من أوائل العاملين في ذلك التلفزيون في أول إنشائه، وكان هذا التلفزيون بإدارة الكويتي محمد المهنا وأعقبه جاسم شهاب ثم حمد المؤمن، حتى تم تسليمه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد قيام الاتحاد.
أما المرحوم سالم الفهد فله علاقة بإنشاء تلفزيون سلطنة عمان، ويأتي هذا بعد تلفزيون الكويت من دبي بسنوات.
أحببت أن أتقدم بهذه الشهادة إجلاء للحقيقة، وحتى لا يطوي الزمن الحقائق فيردمها.
[email protected]