عرفنا الإنسان الفلبيني في بلادنا هنا معرفة مباشرة وتعاملنا معه وجها لوجه منذ ما يزيد على 40 عاما.
ولقد عرفنا فيه الإخلاص والاجتهاد والأخلاق الراقية والابتسام الدائم والإتقان والجودة.
ولولا تلك الصفات الحميدة التي يتميز بها الفلبينيون لما لجأ إليهم أهل التجارة والأموال لتسيير أعمالهم والمساهمة في تكثير أرباحهم.
وفضلا عن ذلك فهم يتميزون بالمهنية العالية ويقبلون على عملهم بابتسامة لا تنطفئ ولا تغيب وبروح متفائلة يبذلون الجهد والطاقة فوق ما هو مطلوب منهم دون كلل ولا ملل.
ومن هم في الثلاثينات من أعمارهم من أبنائنا ودون ذلك ومن حظي منهم بتربية مربية فلبينية، هو ذو حظ عظيم، فهي أم ومعلمة وممرضة ونبع حنان يدنو من حنان الأم، تعامل الطفل الذي توكل إليها تربيته وكأنه ابنها وربما تغدق عليه من حنانها الكثير، مع فهم حقيقي بأصول التربية والتغذية الصحية والاهتمام بنظافته وما إلى ذلك من أمور ضرورية في مراحل التربية الأولى والتنشئة.
قد لا يوافقني البعض فيما أقول هنا وفيما أصف، مسترجعا ذكرى معينة مع عاملة فلبينية أو عامل فلبيني ما كانا بمثل هذا الواقع الوردي الذي طرحته، وهو في ذلك محق، فلا بد أن للقاعدة شذوذا وهذا الوصف الذي جنحت به أنا وغردت لا ينطبق بالتأكيد على جميع الفلبينيين وليس في ذلك شك.
ويؤسفني جدا ما آل إليه الحال بين بلادنا وجمهورية الفلبين التي احتجت على سوء وضع العمالة الفلبينية في بلادنا وإساءة معاملتها، إلى حد أن يهدد رئيسها بإيقاف إرسال العمالة الفلبينية إلى الكويت.
وأرى أن الرئيس الفلبيني محق في تخوفه على أبناء شعبه ويهمه سلامتهم وصون كرامتهم، لأنه ومع الأسف لدينا من يسيء جدا للعامل المنزلي أو حتى غير المنزلي ويتعامل معه بفوقية قد تصل أحيانا حد الإيذاء الجسدي. وليس هناك في قوانيننا ما يمكن ذلك العامل أو العاملة من إيصال شكواه إلى الجهات المختصة حفاظا على حياته أو صونا لكرامته والمحافظة على آدميته.
ومطلوب من حكومتنا القيام بواجبها في حماية جميع الوافدين من شتى الجنسيات ومن مختلف الدرجات وإن عجزت عن ذلك فعليها عدم استقدامهم.
[email protected]