لا أستطيع بأي حال من الاحوال، ولا بأي صورة من الصور، التعاطف مع الحالة السياسية في الكويت ولا تصديقها او اخذها على محمل الجد، وذلك موقف مبدئي وقديم مازلت مصرا عليه، ومازلت أرى أننا بعيدون عن العمل السياسي الجدي!
وما حدث امس في مجلس الامة لا يغير من الامر شيئا، بل انه مدعاة لجلب الكثيرين الى الوقوف موقفا مسخفا للحالة السياسية وساخطا عليها، نظرا لانها تمتص الجهد العام وتبدد الجهود وتدفع بالبلاد نحو مصائر مجهولة، علينا جميعا أن نعمل على تلافيها وحماية بلادنا منها.
ما يؤكد ان الحالة السياسية عندنا، لا تعدو كونها لعبة ومباراة، يحاول البعض ابراز مواهبهم فيها، هو اللجوء الى الشارع في اي استجواب وحشد الجماهير تأييدا للاستجواب او رفضا له، وهذا مسلك يدل على العبثية وعلى ان هذا النائب مقدم الاستجواب يريد حصد الشعبية والجماهيرية من وراء استجوابه، او انه يغالي في عداوته للوزير المستجوب ويتطاول عليه بالألفاظ والصفات المشينة، ويحــــدث كل هذا قبل ان تتــــم عمليـــة الاستجواب وقبــــل تمكن الوزير المستجوب من ابداء ردوده على تســـاؤلات او اتهامات النــــائب، وهذا ما يؤكد شخصانية النائب المستجوب وخصومته الشخصيـــة مع الوزيــر، وأنه يهدف الى اسقاطه وقتله سياسيا.
كما ان صعود سمو رئيس مجلس الوزراء منصة الاستجواب، لا اراه حدثا معجبا يستحق الوقوف او الاشادة والمديح المجاني من كل صوب، حتى ان الامر وصل الى رسائل نصية تلقيناها على هواتفنا النقالة تتضمن دعاء «لنصرة سمو رئيس الوزراء على من عاداه»!
ان وقوف سموه على المنصة ورده على ما أثير، هو امر اعتيادي بل مطلوب ويجب عدم وضعه في غير محله، أما تقديم طلب «عدم التعاون» فلا يعني برأيي اكثر من ذلك الحبر الذي حمل اسماء مقدميه وتواقيعهم!
ولكن المشكلة المزمنة، ان اللعبة لا تنتهي ولن تنتهي!