كأنما ثعبان قد لدغ إقليم «تورنتو الكبرى» الكندي أو أن قطعة من السماء قد هبطت عليها أو أن بركانا ناريا ثار في جبالها ولم تخمد نيرانه!!
حال إقليم «تورنتو الكبرى» لم يكن على غير تلك الصور المأساوية المهولة، بعدما سمعت قصة الطفلة المسلمة «خولة نعمان» ذات الأحد عشر عاما، والتي حكت للناس ولرجال الشرطة: إنها وهي في طريقها الصباحي المعتاد إلى مدرستها تعرض لها رجل ملثم وحاول نزع «حجابها» وتقطيعه!!
هذه القصة الطفولية أربكت حال أهل ذلك الإقليم الكندي، فأبدى تعاطفه مع هذه الطفلة المسلمة رافضا ما تعرضت له وما يمس عقيدتها.
رئيسة وزراء الإقليم اتصلت بعائلة الفتاة «خولة» وأبدت تعاطفها معها، ومثلها فعل عمدة المدينة، وكذلك عقد المجلس المدرسي مؤتمرا صحافيا لتعضيد «خولة» ومؤازرتها وتقوية عزيمتها.
ودخل على الخط رئيس الوزراء أيضا وكتب تغريدة رفض فيها الحادث واستهجنه، وقال في تصريح متلفز:«لا مكان للمعتدي وأمثاله في كندا المتعددة الأديان والأعراق».
كندا بلاد تعتد بتنوع سكانها العرقي والديني، ونذكر قبل عام ربما عامين وزير الدفاع الكندي وهو يقسم اليمين، وينتمي هذا الوزير إلى طائفة «السيخ» الهندية، وأصله وعقيدته لم يقفا حجر عثرة في طريق مواطنته ومن ثم لم يقفا حجر عثرة أمام تسنمه هذا المنصب الرفيع.
إذن فهذه هي حقيقة كندا وهذا هو واقعها، لذلك هزتها حادثة الطفلة المسلمة المحجبة «خولة نعمان».
قامت الشرطة بتحرياتها وتحقيقاتها للقبض على المعتدي على «خولة» ولكن بعد كل الجهود المبذولة من قبل الشرطة وبعد كل هذا التعاطف مع الطفلة المسلمة، اتضح أن القصة ملفقة من أول حرف فيها حتى آخر حرف وأن الطفلة هي التي اختلقت القصة التي لا أساس لها!!
هل يعقل أن تفكير طفلة في هذا العمر يزين لها اختلاق قصة من هذا النوع، أم أن هناك من دفعها إلى ذلك إما من أجل ابتزاز أو من أجل إيصال رسالة، مضمونها أن المسلمين في كندا ليسوا في أمان، وربما لأهداف أخرى؟!
النتيجة أن ما حدث ليس في صالح المسلمين ويشكك في صدقيتهم، وعيب آخر يضاف إلى ما سبقه من عيوب!!
[email protected]