أخذت سارة، النادلة في أحد المطاعم الأميركية، قائمة الطعام إلى سيدتين أتيتا لتناول وجبة الغداء، قالت لها السيدتان أرجوك أحضري لنا أرخص وجبة فنقودنا محدودة جدا لأننا بلا عمل.
أحضرت سارة طلب السيدتين وتناولتا غداءهما وطلبا منها إحضار فاتورة الحساب، فجاءتهما سارة بالمغلف الذي يتضمن فاتورة الحساب ولما فتحتاه وجدتا ورقة كتبت فيها سارة: لقد قمت بدفع حسابكما من مالي الخاص!
شكرتها السيدتان كثيرا وانصرفتا.
كانت سارة تدخر مبلغا شهريا من أجل شراء تلفزيون جديد، لذلك ثارت زميلتها لأنها دفعت حساب السيدتين البالغ 27 دولارا.
ولم تمض ساعة حتى اتصلت بها أمها لتقول لها ماذا فعلت يا سارة؟ إن صفحات «الفيسبوك» مشتعلة باسمك، والكثيرون يثنون على مساعدتك تينك السيدتين.
ما حدث هو أن السيدتين وبعدما خرجتا من المطعم صورتا رسالة سارة إليهما ونشرتاها في الفيسبوك وذكرتا قصة دفع سارة قيمة غدائهما، ما أوجد ردود أفعال قوية ومرحبة بفعل سارة وتحمل كثيرا من الشكر لسارة.
وفجأة تحولت سارة من نادلة في مطعم إلى امرأة تسعى إليها أجهزة الإعلام من أجل إجراء حوار معها وتقديمها للناس.
وفي اللقاء التلفزيوني الأول حصلت على جهاز تلفزيون هدية ومبلغ عشرة آلاف دولار وقسيمة مشتريات كهربائية بقيمة خمسة آلاف دولار، وفي المحصلة النهائية بلغ ما حصلت عليه مائة ألف دولار!!
هذه قصة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي وقرأتها أنا من مصدرين مختلفين، وليس مهما عندي إن كانت القصة حقيقة وقد وقعت أحداثها بمثل ما وصلت إلينا أم أنها قصة مؤلفة ولا أساس لها، ولكن المهم عندي الروح الإنسانية السامية والراقية التي تنطوي عليها.
بالتأكيد أنا شخصيا أتمنى أن تكون القصة حقيقية لأنني مؤمن إيمانا حقيقيا بكل تفاصيلها حتى بالنتائج التي حصدتها سارة، لأن فعل الخير وهذا ايماني الخاص لا يضيع ولا بد أن يحصد فاعله نتائجه التي ليست بالضرورة تكون مباشرة أو مادية ولكنها تأتي بطرق أخرى وفي زمن مفتوح لا محدد.
وقديما قال الشاعر:
«من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يضيع العرف بين الله والناس»
[email protected]