«وبدوره قام وزير التربية فور تلقيه التقرير (بإحالته) إلى وكيل الوزارة الذي (أحاله) بدوره إلى قطاعات الوزارة المعنية للإفادة حول ما ذكر في التقرير»!!
جريدة «الأنباء».. السبت 3 مارس 2018
والتقرير المقصود محال مما تسمى «لجنة الظواهر السلبية» فيما يسمى «مجلس الأمة» إلى وزارة التربية ويتعلق بـ«ظاهرة الإلحاد وعبادة الشيطان»!!
وقرأت ما تبقى من تفاصيل الخبر، وبين ثناياه وتضاعيفه وغضونه، ألف شيطان يضل طريقه، وألف شيطان يعلن توبته لا لشيء ولكن لعدم قدرتهم على فك طلاسم ذلك التقرير المتغطلمسي المتوكع المتوجع المتوقع المترقع وحتى آخر القعقعة والجعجعة والكعكعة والغطلمطلسة!!
لذلك لا أستغرب إذا ما كان السيد الوزير «أحاله» ولا أستغرب إذا ما كان السيد الوكيل «أحاله» أيضا، وكأنهما يتقاذفان جمرة كي لا تحرق أيديهما، وليعن الله «الجهات المعنية» على فك طلاسم ذلك التقرير ومعرفة ما ورد فيه وما احتواه من ألغاز وصور كرتونية كربونية مكلكعة مكعكعة مطعجة مبعجة.
ما استخلصته من التقرير المرفوع والمحال والمنصوب والمجرور، أنه نوع من التلاهي والمشاغبة والمداعبة، وأن بينه وبين الواقع جفاء دائما ولا علاقة له بالأرض ولا بمن دبت عليها قدماه من بشر ولا دابة.
لقد خلا التقرير المنكود المنكوب المزعوم من أي قيمة كلامية أو لفظية ناهيك عن قيمة معنوية أو فعلية.
الغريب أن التقرير يتحدث عن ظاهرة هلامية رصدتها نفس متوجسة موسوسة شكاكة في عباد الله فراحت تزعم أن هناك «ظاهرة إلحاد وعبادة شيطان» وأن ذا النفس الموسوسة رصدها و«أوكل» أمرها لوزير التربية الذي «أوكلها» إلى الوكيل الذي «أوكلها» إلى الجهات المعنية.
أما المضحك فهي المعالجات المقترحة للقضاء على «ظاهرة» الإلحاد وعبادة الشيطان والتي ستتكفل بها وزارة التربية!!
هنا لا بد من الضحك مليا وملء أشداقنا وحتى تبين نواجذنا!!
تخيلوا أن من سيعالج هذه الظاهرة هي تلك الوزارة الواهنة المضعضعة، والتي لو كان هناك إلحاد أو عبادة شيطان لكانت هي السبب بمناهجها التي تقود الناس كالقطعان المسومة.
إن ما بثه التيار الديني من سموم طوال أربعة عقود هو الذي سبب نفور البعض وابتعادهم لا عن الدين ولكن عن جحيم أولئك المرتزقة. فأغلقوا أفواه تجار الدين ولصوص الفضيلة تستقم الأمور.
أما تقريركم ذاك فأعلفوا به عنزا جائعة، خير لكم!!
[email protected]