كانت تركيا دولة توسعية غازية بسطت جناحيها على معظم الدول العربية وكذلك غير العربية وأفسدت في الأرض التي احتلتها وبطشت بشعوبها وظلمت وقتلت وشردت، وكان تاريخها دمويا، وسلاطينها قساة غلاظ القلوب دمويين لا يقيمون وزنا لآدمية الإنسان ولا يردعهم دين ولا خلق.
واستمروا على ما هم فيه من ظلم وسوء أخلاقي ينخر قصورهم نخرا وتقاتلوا فيما بينهم حتى تآكلوا وسقطوا من الداخل، وقيض الله لذلك البلد بطلا اسمه مصطفى كمال أتاتورك أزاح تلك الطغمة الحاكمة الظالمة الجاهلة وجعل من تركيا مثلا يحتذى وفكها من أسر التخلف والجهل والعبودية.
وصار مصطفى كمال أتاتورك رمزا للثائر الطاهر الذي يغير وجه بلاده وينزع عنها سواد التخلف ويدفعها للأمام، وبسببه عرفت البلاد العربية الانقلابات العسكرية أو ما سمي بالثورات كما حدث في سورية ومصر والعراق ولاحقا اليمن وليبيا، ولكن الفرق بين الانقلابيين العرب وبين الثائر أتاتورك أن أولئك الانقلابيين حولوا بلادهم الزاهرة المزدهرة الآمنة إلى خراب وتخلف وجهل ومرض وساطوا شعوبها سوط القطعان ونشروا فيها الظلم بعدما كانت بلادا عادلة أمينة آمنة فهجرها أهلها وتوزعوا على أنحاء الأرض بحثا عن أمان وحياة كريمة.
بينما حفظ التركي أهل بلاده وقرب البعيد وحول الشعب إلى أيد منتجة عاملة.
ومرت تركيا بعد وفاة أتاتورك بكثير من المشاكل وعدم الاستقرار وكثرة الانقلابات، حتى عهد قريب استقرت فيه وهدأت أحوالها وعادت من جديد تحضر في الذهنية الإنسانية وعلى الخارطة السياسية، وما إن بدأ صبحها يبزغ ونورها يشرق حتى ابتلاها الله بجلاد تربو في رأسه أحلام الخلافة العفنة ويريد أن يتربع على عرش الخليفة والحاكم بأمره ويسعى الى استعباد الناس لا في تركيا وحسب ولكن في الدول الإسلامية قاطبة باعتباره خليفة المسلمين وأمير المؤمنين.
الآن تركيا في طريقها إلى الإفلاس بعد تلك الرغاوي والفورات الكاذبة التي افتعلها «الخليفة أردوغان» وأوهم السذج على انها نمو اقتصادي، فإذا بها كارثة على تركيا، وها هي عملتها تنهار وتفقد أكثر من 25% من قيمتها خلال أقل من شهرين، ما ينذر بسقوط مدوّ لأردوغان ولسوف يلقى على أيدي الأتراك ما لم يلقه حاكم منذ بدء الخليقة.
[email protected]