لابد من تقدير عواقب الأمور قبل ولوجها، وتوسيع النظرة لكي تكون أشمل وأوسع، حتى نستشف ما وراء ما نقوم به وما نتائجه المتوقعة وهل هي سلبية أم إيجابية.
دأب فريق من الإخوة الممثلين على تقديم أعمال فكاهية وغالبا ما تكون في رمضان، وهي أعمال مرحب بها ولها جمهورها ومتابعوها وتعرض أيضا في قنوات غير كويتية دلالة على نجاحها وجماهيريتها.
هذا هو الجانب الإيجابي من القضية ولكن هناك بالمقابل جانب سلبي يشوه صورة بعض هذه الأعمال، وهو الاستخفاف بفئات أو شعوب أو جماعات أو دول، عن طريق رسم اسكتشات فنية تعتمد على تقليد تلك الفئات وهنا يقع أصحاب هذه الأعمال في المحظور.
وحتى لا نظلم الإخوة الممثلين فإنهم بالتأكيد لا يقصدون الإساءة أو الاستهزاء بتلك الجماعات ولكن من طبيعة هذه الأعمال القائمة على التقليد، المبالغة والتكبير والتهويل، لذلك لابد أن يصلوا إلى حدود الإساءة وبالتالي يكون تجنب تناول هذه الأمور هو الأسلم حتى نتحاشى الإساءة إلى الآخرين ثم إن هؤلاء الآخرين لن يسكتوا إذا ما أحسوا بالإهانة والتجريح وسيقومون بالرد وهنا تبدأ حملات التراشق وتبادل الاتهامات والمعايرة والمكابرة والتفاضل والتمايز.
وحسنا فعل الفنان «حسن البلام» بإصداره بيانا اعتذاريا لكل من استاء من أعماله التي قدمها معلنا في الوقت نفسه نيته اعتزال الأعمال القائمة على التقليد والتي لم يكن يقصد من ورائها الضحك أو الاستهزاء من عادات الشعوب أو الجماعات وطبائعهم.
يجب أن تقوم المؤسسة الرسمية المسؤولة عن تقديم هذه الأعمال وهي هنا وزارة الإعلام بدراسة النصوص ووضع خطة واضحة ومنهج تقدم داخل إطارهما الأعمال الدرامية عامة، لا أن تترك الأمور لاجتهادات الرقيب وسماحه بما يتماشى مع مزاجه وتوجهه ومنعه ما لا يتماشى معه.
مع الأسف، أن أكثر اجتهادات الرقابة تتجه صوب المنع والحد من حرية المبدع لكنها تسمح بمرور أعمال لا تستحق العرض سواء من أعمال درامية أو كتب أو أغان أو غيرها من إنتاجات فنية.
إن الإبداع في الكويت يتراجع بسبب المؤسسة الحاضنة له وهي وزارة الإعلام.
[email protected]