هل ظاهرة الشهادات الدراسية المزورة ظاهرة مفاجئة وصادمة، أم أنها مجرد ظاهرة أو «ظويهرة» من ظاهرات تزوير كثيرة في قطاعات عدة وفي حقول كثيرة تتجاوز في خطورتها ظاهرة الشهادات المزورة؟!
تأتي ظاهرة الشهادات المزورة تحصيل حاصل لما حدث من تزوير في أمور أخرى وعلى رأسها الجنسية، لذلك فإن تزوير الشهادة الدراسية وفي أي مرحلة من المراحل الدراسية ثانوية أو جامعية أو عليا «ماجستير ودكتوراه» يعتبر تناميا طبيعيا وولادة شرعية على فراش التزوير الأكبر.
تزوير في الجنسية، تزوير في النسب، تزوير في الوظيفة، تزوير في الشكل المالي والاجتماعي، انتحال صفة، إلى آخر تلك السلسلة القميئة الكريهة من التزوير في مجتمع مع الأسف يكاد يكون مجتمعا مزورا بأكمله إلا من رحم ربي.
تمر على البيوت الكويتية فتجد قوافل من السيارات الفخمة الغالية الثمن مصفوفة عند الأبواب ولو حصيت عدد السيارات في كل بيت من تلك البيوت لوجدت عدد السيارات أكثر من عدد سكنة البيت وأهله، أما عن مجمل أسعار السيارات الواقفة عند كل بيت فهي أسعار خيالية، ولو سألت عن أصحاب هذا البيت وهل هم من علية القوم ومن الأثرياء وأصحاب الملايين، لصفعك الجواب فورا وألقت بك الحقيقة في جب الخبل والجنون.
لا يا سيدي صاحب هذا البيت موظف متقاعد وأولاده وبناته موظفون في وزارات أو في شركات ومؤسسات وبالتالي فهم لا ينتمون إلى طبقة الأغنياء ولا حتى الموسرين بل هم أفراد عائلة تسعى كل صبح إلى رزقها، ولكن المشكلة تكمن في أنه لابد من التظاهر بالغنى والتباهي والتبجح والمبالغة في الشكل والمظهر ولا سيما عند جنس النساء، لأنهم ولأنهن بغير ذلك سيحسون بالدونية والقصور في مجتمع لا يبحث عما يحمله الفرد في رأسه ولكنه ينظر لما يلبس وما يتجوهر وما يركب، ويقدم الشكل على المضمون والمظهر على المخبر.
ناس تسعى إلى تغيير أسمائها والبعض يسعى حتى إلى تغيير اسمه العائلي كي يحمل بريقا كاذبا ولكنه بريق قادر على خطف أبصار الناس في هذا المجتمع.
تسيدنا من ليس منا، وصار ذا حظوة وجاه «تخر له الجبابر ساجدينا»!
[email protected]