تحدث الكاتب والمؤرخ العراقي الكبير الأستاذ حسن العلوي حديثا بالغ الأهمية، حيث قال: إنه في عام 1932 تقدم العراق بأوراقه للانضمام إلى عصبة الأمم المتحدة كأول بلد عربي مستقل يدخل الهيئة الأممية، ولكن الهيئة رفضت طلب الانضمام إليها بسبب عدم تحديد العراق حدوده مع الكويت، وإنه ولكي تتم الموافقة على الانضمام فلا بد أن يتم تحديد الحدود مع الكويت.
ولأجل إتمام هذا الإجراء فإنه تم التخاطب مع الكويت من خلال رئيس وزراء العراق عامذاك نوري السعيد والمندوب السامي البريطاني في العراق مع الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت آنئذ والمندوب السامي البريطاني في الكويت، وبناء عليه تم تحديد الحدود العراقية ـ الكويتية ووقع على ذلك الأربعة المذكورون، نوري السعيد والمندوب السامي البريطاني في العراق من جهة ومن جهة الكويت الشيخ أحمد الجابر والمندوب السامي البريطاني، وبناء على هذا التحديد تم قبول العراق.
ويستطرد الأستاذ العلوي قائلا: إنه لم تحدث اعتراضات أبدا وسارت الأمور على ما يرام.
في الحقيقة فإن هذه وثيقة تنطوي على أهمية كبيرة، ملخصها أنه لولا الكويت لما تم قبول العراق عضوا في عصبة الأمم، كما أنه يبين تسامح الكويت في سياستها الخارجية حتى قبل أن تبلغ مبلغ الدولة المكتملة الأركان.
نستعيد هذا الوثيقة التاريخية ونحن نعيش ذكرى الغزو العراقي الأثيم للكويت والتي مرت قبل أيام، متمنين لو أن من حكم العراق فيما بعد استذكر هذه الحقيقة وثمن موقف الكويت النبيل.
لكن مع الأسف توالى على حكم العراق من لا يحفظ الود ولا يقيم للجيرة والاخوة أدنى اعتبار بدءا من الملك غازي والذي دعا ليلا وهو في مأنسه إلى غزو الكويت، وطاش كلامه ولم يستجب إليه أحد بالطبع حتى هو لم يعد يتذكر دعواه في تلك الليلة المجنونة.
وإن كانت العراق قد نعمت ببعض الهدوء بعد موت غازي وتسلم الوصي «عبدالاله» حكم العراق في ظل الملك فيصل الثاني، فإن تلك الفترة الوردية انتهت صبيحة الرابع عشر من يوليو عام 1958.
ومنذ ذلك اليوم لم تهدأ طبول الدم.
[email protected]