Note: English translation is not 100% accurate
رحلة هروب
السبت
2007/3/10
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1335
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
مسكين هذا الإنسان.. يعيش رحلة هروب متواصل..
يهرب من الموت إلى الحياة.. ومن المرض إلى الصحة.. ومن الفقر إلى الغنى.. ومن الجوع إلى الشبع.. ومن الجهل إلى العلم.. ومن الضعف إلى القوة.. ومن الهوان إلى الكرامة.. ومن الضجيج إلى الهدوء.. ومن الكره إلى الحب.. ومن الوحدة إلى الجماعة.. ومن الظلام إلى النور.. ومن الخوف إلى الاطمئنان.. ومن الشك إلى اليقين..
يهرب من السالب إلى الموجب، هكذا يقضي الإنسان حياته، يقطعها دون اطمئنان وتثبت وتيقن، رحلة قلقة مهما امتد عمره..
ينام.. يخشى ألا يصحو.. يخرج من البيت يخشى ألا يعود..
يأكل.. يخاف أن يغص بلقمة تسد مناسمه فيموت مختنقا..
يشرب.. يخاف أن يشرق فيما يشرب..
يركب دابته أو سيارته فيخشى أن تنقلب به فيموت أو يعيش حياته مقعدا كسيحا.. أوصلت له المدنية والعلم الرفاهية مقرونة بالخطر..
الكهرباء تهدده بالموت.. الغاز الذي يساعده على طهو طعامه يهدد حياته بالانفجار.. يخاف العمى.. والصمم.. والشلل.. والضمور.. وفقدان الحواس..
إن اغتنى خاف على غناه من الفقر..
وإن تعافى بدنه خاف من عين تصيبه فيصيبه المحل الجسدي..
إن كان أصلع شكا قلة الشعر.. وإن غزر شعره شكا كثرته واحتار في تسويته..
إن كان طويلا قالوا له «كل طويل هبيل»، وإن كان قصيرا قالوا له «كل قصير فتنة»!
إنه الإنسان.. مسكين مسكين.. مسكين هذا الإنسان، جل طموحه أن يعيش.. ولو على كسرة خبز حاف!
اقرأ أيضاً