«تدريس الموسيقى جريمة لا تغتفر، أما الأسقف المسرطنة فمسألة فيها نظر»!
ليس ذلك خيالا، ولا تجنيا، ولا بحثا عن عيب الحمرة في خدود الورد، بل هو واقع نحياه ونعرفه، فقد أثار بعض الغيارى من أعضاء مجلس الأمة قضية تدريس الموسيقى في المدارس، واعتبروها من الكبائر والمنكرات، ولوحوا بسيوفهم البوارق المهندات، وأعدوا المقصلة لحزّ الرؤوس ودحرجتها غير مأسوف عليها مشفوعة بلعنات من ألسنة حداد، إن تم الاستمرار في تدريس الموسيقى التي تضر بصحة الكويتيين وتحولهم الى هزازات رعاشات، ودقاقين طبالين زمارين، لا طاب لهم مأوى ولا مآب، تلك «جريمة لا تغتفر»!
أما القضية التي أثارها «بسام البالول» رئيس نقابة العاملين في «هيئة شؤون القصر» والتي تتلخص في وجود أسقف مسرطنة في مبنى الهيئة، وغازات سامة تنبعث من أراضي المنطقة الموجود فيها مبنى الهيئة، فإنها ستمر ـ أو قل مرت ـ مرور الكرام الذين لا يقفون ولا يهنون ولا يحزنون ولا حتى يلتفتون اذا ما مروا بقوم مشعلين نارهم على خروف يصطلي بها ويشتوي حتى يستوي!
تلك مسألة فيها نظر «أو ربما هي ليست مسألة ولا حتى فيها نظر، لأن السادة نوابنا الأجلاء النجباء ونضيف إليهم نائباتنا الجليلات النجيبات، لا تعنيهم مثل هذه المسألة» ولا تبكيهم وفاة الموظفين في تلك الهيئة بسبب السرطان المنبعث من الأسقف الملعونة التي تحمل المرض المفضي الى العذاب والألم ثم الموت الأكيد.
الهيئة محمية طبيعية، لأنها تقاد من قبل تيار ديني «يخاف الله ويتقيه» لذلك فإن احدا من النواب الكرام لن يستطيع الاقتراب منها، او التشكيك في إدارتها، وإلا فإنه مرتد وكافر وخاسر في الدنيا أصوات ناخبيه الكرام وفي الآخرة هو في عذاب مقيم!
لا يهم ان يموت الناس في هيئة تدار من قبل تيار ديني، بل ربما تفضلت عليهم الهيئة بتلك الميتة، لأنهم سيموتون شهداء ماداموا يعملون تحت إدارة دينية!
[email protected]