صالح الشايجي
المجاملة في العمـل السياسي، هي نوع من اسلحة الدمار الشامل، ولكنه مع الاسف دمار وطني، دمار ضد الوطن لا ضد اعدائه!
هي ـ الجاملة ـ نحر للوطن قد لا تسيل دمه، ولكنها تستنزف دمعـه وتحفر جرحا عميقا في قلبه.
ما يسمى بالتكتلات في مجلس الامة، لا اعتـقد انهـا ترقى لان تكون محـل رصد او انها تسـتقطب الاعين، او انهـا تشكل بؤرة من بؤر القرار السيـاسي في البلاد، لذلك لا ارى موجبا لاستدعاء اقطابها من قبل سمو رئيس الوزراء المكلف وهو بصـدد تشكيل حكومته الجديدة!
ان وجـود هذه الكتل النيـابيـة ضـمن حـاضنة مـجلس الامـة، اكـبـر دليل ادانة ضـدها واول مـوجبـات اسـتبـعـادها من التشاور حول التشكيل الجديد، لان مجلس الامة ومن خـلال هذه الكتل او بعضـها هو مصدر الازعـاج للحكومة وللبلد ككل وهو المعطل للمشاريع الـتنموية في البلاد وهو الذي يقف حجـر عثرة امام كل نسـمة حب باردة تهب على البـلاد، وهذا مـا يقتـضي قـرارا شجـاعـا من سـمـو الرئيس المكلف باستبعاد مـا يسمى بالكتل النيابية وعدم استدعائها، وكذلك عدم استقبالها حتى وان طلبت هي لقاء سموه!
علـى رأس هذه الـكتـل تأتـي الكـتلـة الاسلامية، ومع هذا فهي اكثر الكتل حظوة في التبـجيل والتـقدير وفتـح الابواب لها وفرش السجاد الاحمر تحت اقدام اعضائها الذين لا يخــجلون من اعـلان رغـبــاتهم المتـوالية بالتـوزير وترشـيح اسمـاء من يريدونهم وزراء.
على سمـو رئيس الوزراء المكلف النظر الى مـا يجـري في لبـنان ومـا فـعلتـه به «الكتل» و«التكتلات» ووزراؤها التابعون لها من تعـطيل للحياة السـياسـية وتأزيم للوضع وجـر البلاد الى سـاحة الجـهول، دون وازع وطني او رادع اخلاقي!
لا نريد لبلادنا ان تكون «لبنان» آخر!