صالح الشايجي
«بيني، في الحب، وبين بدر الحميـدي ما لا يقدر واش أن يفسده»!
اعرف «بدر الحميدي» الوزير المستقيل عن بعد، اشم فيه رائحة كويتـية لا تخطئها الانوف التي تعـشق رائحة تراب الكويت، اصـالـة الكويت، عـفـوية الكويتــيين، صـدقـهم، مباشرتهم.
هكذا أعرف «بدر الحميدي» عن بعد من خلال متابعتي له كشخصية عامة وقبل ان يجلس على كرسي الوزارة الذي لا اعتـقد انه امـتص منه شيـئا او غـير في طبـاعه وسـجاياه وعـفـويتـه واصـالتـه، بل لا اغـالي اذا مـا قلت ان الكرسي الوزاري الكويتي هو الذي يحتاج الى رجال من نوعية «بدر الحميدي».
ولم اتمن ان يخـرج «الحمـيدي» من الوزارة، وان خـرج فكم تمنيـت ان يخـرج دون جـريرة سـيـاسـيـة، وان تظل الناصـعات من اعـماله هي الـذكرى الناطقـة باسمـه، فهـو الوزير الوحيـد ـ تقريبا ـ الذي لم تتناوله ألسنة الشـامتين ولا اقـلام الحاصـدين في مزارع الاخطاء والفـساد والسـوء السيـاسيـة.
ولكن ـ مع الاسف ـ و «الحلو ما يكملش»، فـقد جر «الحميدي» على نفسه وهو على باب المغادرة الوزارية، اللوم والتقريع والانتقـاد المرير، وذلك حينما اوقف برنامج «د. شـفيق الغـبـرا» ووأده حيـا، او بمعنى اصح اجـهضـه اجهاضـا وقبل ان يكمل دورته البرامجية المعـتادة ويتوقف توقفـا طبيعيـا!
وايا ما تكن الجهـة الموقفة للبـرنامج سواء كـانت لجنة تصحـيح وتقـويم ومراجـعة، او غـيرها، فـان المسـؤول الاول هو «الحمـيـدي» كونه الوزير وكل الامـور تجـري من بين يديه، والاكـثر مـرارة ومـضاضـة انه وزير بالوكـالة، وثانيا هو في وضـع الاستـقالة بحكم اسـتقـالة الحكومة، ولا اعتقـد ان ايقاف برنامج يأتي ضمن «تصريف العاجل من الامور»!
ولا استبعد ما يقال عن ضغط من الاسلاميين مورس على «الحميدي» لايقاف البرنامج، لان مـقدمه هو «شفيق الغبرا» ذو الطرح الانـفــتــاحـي، والذي لا ينضـــوي تحت راية الاسـلامـيين، فلقـد كانت لي تجـربة سـابقـة مع تلفـزيون الكويت في ادارة برامج حوارية، وحدث مـعي شيء مشابه لما حدث لـلدكتور «الـغبرا» حـيث تم ايقاف برنـامجي دون اسباب، وذلك بعد لقائي ـ مصـادفة ـ احد الرموز الاسلاميين ودار حديث «ودي» بيننا استشـعرت من ورائه «دسيسة»، وصــدق ظني واوقف البــرنامج!
و«حــسـافــة» يا بدر، و«اختـلاف الرأي لم يفسـد للود قضـية» من ناحيـتي على الاقل!